الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

أولاده #:

صفحة 380 - الجزء 1

  يا دار دار غرور لا وفاء لها ... حيث الحوادث بالمكروه تستبق

  أبرحت أهلك من كد ومن أسف ... لمشرع شربه التصريد والرنق

  فإن يكن فيك للآذان مستمع ... يصبي ومرءا تسامى نحوه الحدق

  فأي عيشك إلا وهو منتقل ... وأي شملك إلا سوف يفترق

  من سره أن يرى الدنيا معطلة ... بعين من لم يخنه الخدع والملق

  فليأت دارا جفاها الأنس موحشة ... مأهولة حشوها الأشلاء والخرق⁣(⁣١)

  قل للقبور إذا ما جئت زائرها ... وهل يزار تراب البلقع الخلق؟

  ما ذا تضمّنت يا ذا اللحد من ملك ... لم يحمه عنك عقيان ولا ورق

  بل أيها النازح المرموس يصحبه ... وجد ويحدو به الترجيع والحرق

  يهدي لدار البلى عن غير مقلية ... قد خطّ في عرضه منها له نفق

  فبات فردا وبطن الأرض مضجعه ... ومن ثراها له وثر ومرتفق

  داني المحل بعيد الأنس أسلمه ... برّ الشفيق فحبل الوصل منحذق

  قد أعقب الوصل حبل البأس فانقطعت ... منك القرائن والأسباب والعلق

  يا شخص من لو تكون الأرض فديته ... ما ضاق مني بها ذرع ولا خلق

  بينا أرجّيك تأميلا وأشفق أن ... يغبر منك جبين واضح يقق

  أصبحت يحثى عليك الترب في جدث ... حتى عليك لما يحثى به طبق

  أما تفيني بك الأيام مسرعة ... فقلّ مني⁣(⁣٢) عليك الحزن والأرق

  وإنما حدث تخشى غوائله ... من بعد هلك يغنّيني به الشفق

  روى السيد أبو طالب #(⁣٣) له أيضا هذه المرثية في أخيه محمد #:


(١) في (ج): الأسى والحرق.

(٢) في (أ): شيء.

(٣) الإفادة ص ٩٢.