الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

أولاده #:

صفحة 383 - الجزء 1

  يا عسكرا ما أقلّ ناصره ... لم تشفه من عدوّه الدّول

  فابكهم بالدماء إن نفد الدم ... ع فقد خان⁣(⁣١) فيهم الأمل

  لا تبك من بعدهم على أحد ... فكل خطب سواهم جلل

  أتتهم تهتدي صفوفهم ... زحفا إليهم وما بها خلل

  في فيلق يملأ الفضاء به ... كأنما فيه عارض وبل

  رماهم الشيخ من كنانته ... والشيخ لا عاجز ولا وكل

  بالخيل تردي وهي سائمة ... تحت رجال كأنها الإبل

  والسابغات الجياد فوقهم ... والبيض والبيض والقنا الذّبل

  والرّجل يمشون في أظلّتها ... كما تمشّى المصاعب البزل

  واليزنيّات في أكفهم ... كأنما في رءوسها الشعل

  حتى إذا ما التقوا على قدر ... والقوم في هبوة لهم زجل

  شدوا على عترة الرسول ولم ... تثنهم رهبة ولا وهل

  فما رعوا حقه وحرمته ... ولا استرابوا في نفس من قتلوا

  والله أملى لهم وأمهلهم ... والله في أمره له مهل

  بل أيها الراكب المخبّر والنا ... عي ابن لي لأمّك الهبل

  ما فعل الفارس المحامي إذا ما ال ... حرب بدّت⁣(⁣٢) أنيابها العضل

  أأنت أبصرته على شرف ... لله عيناك أيها الرجل؟

  من فوق جذع أناف شائلة ... ترمي إليه بلحظها المقل

  إن كنت أبصرته كذاك فما ... أسلمه ضعفه ولا الفشل


(١) في (ج): خاب.

(٢) في (أ): أبدت.