الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية
  بيع ولا شراء وإنما ورثها عن آباء كرام وسلف صالح: رضعها من ثدي أمه الطاهر. ولمثله يصدق قول القائل:
  لا عذب اللّه أمي أنها شربت ... حب الوصي وأسقتنيه في اللبن
  وأن لي والدا يهوى أبا حسن ... وأنني مثله أهوى أبا حسن
  ثم إنه تبوأ كرامة المصاحبة لأئمة العلم والجهاد من آل البيت $ ونهل من علومهم وتشبع بأخلاق الوصي التي ورّثها لهم فكأنه مع النبي ÷ ووصيه وسبطيه والزهراء $ وجها لوجه ينظر إلى خمسة الكساء من خلال المهدي أحمد بن الحسين سلام الله عليه فالشهيد المحلي خط طريقه عن قناعة، إنها قناعة المؤمن التقي الحازم، خط عمار وأبي ذر والأشتر وقيس بن سعد، خط الرجال الأحرار الأوفياء الذين ما سال ولا يسيل لعابهم لمتاع الدنيا ولهوها ولم يخدعوا بمكرها وسحرها، إنهم أهل الله وحملة لواء المعروف والوفاء والشهامة والنبل والزهد والفطنة والقناعة والتواضع والشجاعة، وحري بهم أن ينشد فيهم:
  إن لله عبادا فطنا ... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
  نظروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحي وطنا
  جعلوها لجة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا
  إن هذا القديس الذي ألّف (الحدائق الوردية في تأريخ الأئمة الزيدية) أراد أن يجاهد لنصرة آل النبي ÷ بسنانه ولسانه وبنانه وبيانه، فكتبه الله شهيدا فأجرى ذكر الشهيد على الألسن فصار لا يعرف إلا بالشهيد حميد.
  وقد أجرى الله القبول والاستحسان لهذا الكتاب النفيس والثروة الضخمة والمخزون الذي يحوي من تأريخ أئمة آل البيت # وأيامهم ووقائعهم وشعرهم ونثرهم وغزير علمهم وعجائب عدلهم وشدة تحرجهم عن متاع الدنيا وعزوفهم