ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:
  الفنون. فمنها: كتاب الدليل الكبير فإنه بالغ في الكلام على الفلاسفة مبالغة حسنة، وأشار فيه من لطيف الكلام إلا ما لا ينتهي إليه إلا المبرّزون، ولا يبلغه إلا المحصلون. ومنها: كتاب الدليل الصغير، وكتاب العدل والتوحيد الصغير، وكتاب العدل والتوحيد الكبير، وفيه من أصول العدل والتوحيد وتصديق الوعد والوعيد، والمبالغة في الكلام على الجبرية على لطافة حجمه ما يشهد بغزارة علمه ووفور فهمه. ومنها: كتاب الرد على ابن المقفع الذي نصر فيه القول بالتشبيه. ومنها: كتاب الرد على النصارى وهو من نفائس الكتب. ومنها: كتاب المسترشد، وكتاب الرد على المجبرة، وكتاب تأويل العرش والكرسي على المشبهة. ومنها: كتاب المسألة التي نقلت عنه في محاورة الملحد وهو: رجل من أرباب النظر من الملحدة، كان يغشى مجامع المسلمين ويورد عليهم الأسئلة الصعبة في قدم العالم وغير ذلك حتى وافاه #، وأورد ما عنده من المشكلات، فوضح له الحق فتاب إلى الله تعالى، ثم قال: تعست أمّة ضلت عن مثلك، وفيها(١) من غرائب العلم وعجائبه ما يشهد بعلو منزلته وارتفاع درجته(٢).
  وروينا عن السيد أبي طالب #(٣)، رواه بإسناده إلى أبي القاسم البلخي عن مشايخه: أن جعفر بن حرب الهمداني دخل على القاسم بن إبراهيم فجاراه في دقائق علم الكلام، فلما خرج من عنده قال لأصحابه: أين كنا من هذا الرجل؟ فوالله ما رأيت مثله، هذا وجعفر بن حرب من عيون المتكلمين والمتبحرين في الكلام.
(١) أي في المسألة.
(٢) انظر الإفادة ٨٨.
(٣) الإفادة ٨٨.