ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:
  ومن تصانيفه #: كتاب تثبيت الإمامة، فإنه أحسن فيه كل الإحسان في نصرة مذهب الزيدية في تقديم أمير المؤمنين # على المشايخ، وأورد من الأسئلة العجيبة في هذا المعنى على المتقدمين عليه ما يشهد بأنه البحر الزخار، والقمر النوار، والغمام المدرار.
  وله في الفقه التصانيف العجيبة التي تشهد بتدقيقه وحسن تحقيقه، ومعرفته بالاختلاف بين الفقهاء، وجودة غوصه على استنباط الغرائب نحو: كتاب الفرائض والسنن، وكتاب الطهارة، وكتاب صلاة اليوم والليلة، ومسائل علي ابن جهشيار، وغير ذلك من تصانيفه. وكذلك كلامه # في علوم القرآن فإنه إذا أخذ يتكلم فيها، فكأنه فنه الذي عليه نشأ. وله كتاب الناسخ والمنسوخ.
  فأما زهده # وورعه فممّا لا يتمارى فيه اثنان، ولا يترادّ فيه رجلان.
  شهد العداء بفضله كالأولياء ... والفضل ما شهدت به الأعداء
  وله # كتاب سياسة النفس، الذي من شاهده علم أنه خرج من قلب خاشع، وكذلك غيره من رسائله في الوعظ والتذكير.
  وروى السيد أبو طالب #(١) بإسناده عن أبي عبد الله الفارسي قال:
  حججنا مع القاسم #، فاستيقظت في بعض الليل فافتقدته، فخرجت وأتيت المسجد الحرام فإذا أنا به وراء المقام لاطئا بالأرض ساجدا، وقد بلّ الثرى بدموعه، وهو يقول: إلهي من أنا فتعذبني، فوالله ما تشين ملكك معصيتي، ولا تزين ملكك طاعتي. قال السيد أبو طالب: وحكي عن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين @ عن أبيه: أن المأمون كلف بعض العلوية أن يتوسط بينه وبين القاسم # ويصل ما بينهما على أنه يبذل له مالا عظيما، فخاطبه في
(١) الإفادة ٩٩.