الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 6 - الجزء 2

  إني أسألك بالاسم الذي دعاك به سليمان بن داود فجاءه العرش قبل ارتداد الطرف، فتهدّل البيت عليه رطبا. وروى بإسناده: أنه # دعى مرة في ليلة مظلمة فقال: اللّهم إني أسألك بالاسم الذي إذا دعيت به أجبت، فامتلأ البيت عليه نورا. وروى الإمام المنصور بالله #: أن المأمون توصل بمن قدر عليه في أن يصافيه ويأمن جانبه، فأبى ذلك أشدّ الإباء، وبعث الحروري بوقر سبعة أبغل دنانير على أن يأخذها ويجيب عن كتابه أو يبتدئه بكتاب، فكره ذلك وردّ المال، وكان قد مال إلى حيّ في البادية يقال لهم: حرب، فحاربوا دونه، ولمّا ردّ المال لامه أهله، فقال:

  تقول التي أنا ردء لها ... وقاء الحوادث دون الردى

  ألست ترى المال منهلة ... مخارم أفواهها باللّهى؟

  فقلت لها وهي لوّامة ... وفي عيشها لو صحت ما كفى

  كفاف امرئ قانع قوته ... ومن يرض بالقوت نال الغنى

  فإني وما رمت من نيله ... وقيلك حب الغنى ما ازدهى

  كذي الداء هاجت له شهوة ... فخاف عواقبها فاحتمى⁣(⁣١)

  وكان له # أصحاب أخذوا العلم عنه، كأولاده النجباء: محمد، والحسن، والحسين، وسليمان، وكمحمد بن منصور المرادي، والحسن بن يحيى ابن الحسين بن زيد بن علي عم يحيى بن عمر الخارج بالكوفة، ويحيى بن الحسين ابن جعفر بن عبيد الله صاحب كتاب الأنساب، وله إليه مسائل. ومنهم: عبد الله ابن يحيى القومسي العلوي الذي أكثر الناصر للحق الحسن بن علي ¥ الرواية عنه، ومنهم: محمد بن موسى الخوارزمي العابد قد روى عنه فقها كثيرا، وعلي ابن جهشيار، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسن بن سلام الكوفي صاحب فقه كثير وروايات غزيرة. ذكر ذلك السيد أبو طالب #(⁣٢).


(١) المصابيح: ٥٥٦.

(٢) الإفادة ٨٩.