الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 27 - الجزء 2

  وقد روينا عن بعض علماءنا رحمهم الله تعالى عن النبي ÷ أنه قال:

  «يخرج في هذا النهج - وأشار بيده إلى اليمن - رجل من ولدي اسمه: يحيى الهادي، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يحيي الله به الحق، ويميت به الباطل»⁣(⁣١) فكان # هو الذي نشر الإسلام في أرض اليمن بعد أن كانت ظلمات الكفر فيه متراكمة، وموجات الإلحاد متلاطمة حتى أنهل من نحورهم الأسل الناهلة، وأنقع من هامهم السيوف الظامئة، فانتعش الحق بعد عثاره، وعلا بحميد سعيه من مناره، فسلام الله على شخصه الكريم.

  وروى مصنف سيرته # قال: بلغنا عن عبد الله بن موسى قال: حدثني أبي عن بشر بن رافع ورفع الحديث إلى علي بن أبي طالب ~ قال: يا أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، أيها الناس، أنا أحلم الناس صغارا، وأعلمهم كبارا، أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى بنا فتح وبنا ختم، أيها الناس، ما تمر فتنة إلا وأنا أعرف سائقها وناعقها - ثم ذكر فتنة بين الثمانين ومائتين - فيخرج رجل من عترتي اسمه اسم نبي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يميز بين الحق والباطل، ويؤلف الله قلوب المؤمنين على يديه كما يتألف قزع الخريف، انتظروه في الأربع والثمانين ومائتين في أول سنة واردة وأخرى صادرة⁣(⁣٢).

  ومن نظر في الأمور علم أنه # المراد بالخبر، لأن مصنف سيرته حكى: أن وصوله كان إلى صعدة في المرة الأخيرة التي استقر فيها في الجهات لستة أيام ماضية من شهر صفر، سنة أربع وثمانين ومائتين في أول سنة واردة وعقيب سنة صادرة، وكانت الشرور قد عظمت جدا بين أهل صعدة على كثرتهم وقوتهم في


(١) التحف شرح الزلف ١٠٠، وسيرة الهادي ٣٣.

(٢) المصابيح ٥٨٣.