الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 31 - الجزء 2

  داود بن الحسن بن الحسن، وداود وإبراهيم أخوان، فنحن وهم بنو الأعمام، ولكن أم يحيى بن الحسين كانت عمة جدي، قال: علمت أن هذا عن أصل، وكان يعجبه كلامي.

  ثم أنشأ يحدث قال: كنا عند علي بن موسى القمي، فذكر له خروج علوي باليمن يدعي الإمامة فقال: أحسني أم حسيني؟ فقيل: بل حسني، ويقال: إنه دون أربعين سنة، فقال: هو ذاك الفتى.. مرتين، فقلنا: من هو؟ فقال: كنا في مجلس أبي حازم القاضي يوم جمعة، فدخل شاب له رواء ومنظر، فأخذته العيون فمكنوه، فجلس في غمار الناس، فما جرت مسألة إلا خاض فيها وذكر ما يختاره منها، ويحتج ويناظر، فجعلوا يعتذرون إليه من التقصير، ثم أسرع النهوض، فقيل لأبي حازم: هذا رجل من أهل الشرف من ولد الحسن بن علي @، فقال الناس: قد علمنا أنما خالط قلوبنا من هيبته لمنزله، فاجتهدنا أن نعرف مكانه وسألنا عنه فلم نقدر عليه.

  فلما كانت الجمعة الثانية اجتمع الناس وكثروا شوقا إلى كلامه ورجا أن يعاودهم، فلم يحضر، فتعرفنا حاله فإذا ذلك لخوف داخله من السلطان، وكان أبو حازم يقول: إن يكن في هؤلاء أحد يكون منه أمر فهذا. ثم عاودنا علي بن موسى، فقال: ألم أقل: إن العلوي هو ذاك الفتى؟ قد استعلمت فإذا هو ذاك بعينه.

  وروى السيد أبو طالب #(⁣١) عن بعضهم: أنهم كانوا مع الناصر ¥ بالجيل قبل خروجه، فنعي إليهم يحيى بن الحسين #، فبكى بنحيب ونشيج وقال: اليوم انهد ركن الإسلام. فقلت: ترى أنهما تلاقيا لما قدم يحيى بن الحسين طبرستان، قال: لا.


(١) الإفادة ١٠٦.