الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 36 - الجزء 2

  ذات يوم في بعض حروبه فرفع الرجل يده بالسيف ليضربه فأهوى # بيده فقبض بها على يد الرجل على مقبض السيف، فهشم أصابعه⁣(⁣١). ولما هزم جيشه # يوم أتوه⁣(⁣٢) بأسباب خيانة جرت من بعض من كان معه بقي في آخر الليل ولحقت به فرسانهم، وكان من عرفه قلّ طمعه فيه، فجعلوا يطعنونه وهو ينحي الرماح بسوطه، فقال بعض أصحابه: يا سيدي سل سيفك، قال: ما كنت لأسله إلا أن أضرب به، فعاجله رجل برمحه، فلما ثبت فيه ثنى يده وكسر السنان ورمى به في وجه الرجل، وكان ذلك دأبه # في جميع المواطن يصطلي شرر النار، ولا يقهقر عن مناطحة الشفار، بل يخوضها قدما قدما، ويجرع أضداده صابا وعلقما.

  وكان له # خصائص وكرامات تكشف عن علو منزلته عند الله ø.

  فمن ذلك ما رواه مصنف سيرته عن بعضهم، قال: كان لي ابن صغير لم يتكلم، فطلبت الدواء له بكل حيلة فأعياني، فعزمت على حمله إلى مكة وكنت على ذلك حتى أتاني كتاب الهادي #، فأخذنا خاتمه فوضعناه في ماء وسقيناه الصبي فأفصح بالكلام، فحدثت بذلك الناس وشاهدوا الغلام وهو يتكلم، وشاهده بعضهم وهو لا يتكلم.

  وروى أيضا عن بعضهم، قال: سمعت رجلا يقع في الهادي # وينتقصه في أصله، فما مكث إلا أياما حتى أخذه بلاء فانقطعت رجله قبل أن يموت ثم مات بعد ذلك. قال: وسمعت أيضا أن امرأة تكلمت بكلام سوء فقامت سحرا فأخذتها النار فاحترقت.

  وروى أيضا أنه # كان في نجران، فأتي بصبي قد ذهب بصره من الجدري، فأمرّ يده على بصره ودعا له فأبصر. وروى أنه # كان في أرض لا ظلال فيها


(١) المصابيح ٥٧٣.

(٢) بلدة حميرية في بلاد أرحب.