الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر نكت من كلامه #:

صفحة 54 - الجزء 2

  وجنود إبليس أجمعون، كيف بكم إذا التفت الساق بالساق، إلى ربك يومئذ المساق، كيف بكم إذا خليتم عن الأزواج والأموال والأولاد، وسكنتم مساكن الموتى، وصرتم إلى محل الفناء والبلاء، وفارقتم ما غركم من الحياة الدنيا، وصرتم بالتبعات مطلوبين، وبالمظالم مأخوذين، وبالاشتغال عن الله معذبين، وعن التقصير مسائلين نادمين سادمين باكين معولين⁣(⁣١)، {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ١١ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ١٢ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ١٣ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ ١٤ كَلَّا إِنَّها لَظى ١٥ نَزَّاعَةً لِلشَّوى ١٦ تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ١٧ وَجَمَعَ فَأَوْعى}⁣[المعارج: ١١ - ١٨]. يا رعاع الدنيا المحافظين عليها المثابرين على خدمتها، حفظتموها فضيعتكم، وأكرمتموها فأهانتكم، وآثرتموها فرفضتكم، وتقربتم منها فأبعدتكم، وعمرتموها فأخربتكم، واستحليتموها فقتلتكم، وأحببتموها فأبغضتكم. يا أبناء الدنيا، وعمار الدنيا الفانية، ويا أعداء الآخرة، والدار الباقية، اشتريتم اليسير الفاني بالكثير الخطير الباقي، أهونوا يا مساكين بما اشتريتم، وأكرموا يا أهل الشقاء بما بعتم، وأعظموا خطرا ما خلفتم وتركتم، فلا يبعد الله إلا من أطاع الشيطان وعصى الرحمن.

  وكلامه # في هذا المعنى كثير جم غزير، وإنما حكينا اليسير، وفيه كفاية.


(١) في (أ): ناكسين مغلولين.