الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 30 - الجزء 1

  وروينا عن سلمان الفارسي ¥ أنه قال: «أنزلوا آل محمد ÷ بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين».

  وروينا عن عبد الله بن مسعود ¥ أنه قال: «إن لهذه الأمة فرقة وجماعة، فجامعوها إذا اجتمعت، فإذا افترقت فارقبوا أهل بيت نبيكم، فإن سالموا فسالموا، وإن حاربوا فحاربوا، فإنهم مع الحق والحقّ معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه».

  وقيل ليحيى بن معاذ ¥(⁣١): ما تقول في أهل البيت $؟ قال:

  ما أقول في طينة عجنت بماء النبوءة، وغرست بأرض الرسالة، فهل ينفح منها إلا ريح الهدى وعنبر التقى.

  ولنقتصر على هذا المقدار من رواية الآثار في مناقب العترة $، فإن الكثير منها ينطوي على مجلدات عدة، وإنما ذكرنا قطرة من مطرة، ومجة من لجة، رعاية لحقهم الذي أرشد الحكيم إليه، حيث يقول: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}⁣[الشورى: ٢٣] ونعود بعد ذلك إلى المقصود بالكتاب، وهو الكلام في ذكر الأئمة السابقين على الولاء حسب ما اتصل بنا من أخبارهم، وبلغ إلينا من آثارهم، ونبتدئ بذكر إمام الأئمة والأمة، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، ونختم بذكر الإمام المنصور بالله عليه و $ إن شاء الله تعالى ومنه التوفيق وهو المرجوّ لسلوك أهدى طريق.


(١) ابن جعفر الرازي واعظ حكيم زاهد، له كلمات سائرة، نزل الري ثم انتقل إلى نيسابور وبها توفي ٢٥٨ هـ. ينظر صفوة الصفوة ٤/ ٦٠، وحلية الأولياء ١٠٠/ ٥٣، والأعلام ٨/ ١٧٣.