ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  وروي أنه # قال: ليس لي شبر أرض ولا يكون إن شاء الله، ومهما رأيتموني أقتني ذلك، فاعلموا أني قد خنتكم فيما دعوتكم إليه.
  وروي عنه # أن بعض عماله ممن رضيه من عمال آل طاهر حمل إليه ذكر أقاليم الأموال المستخرجة من كل واد، فامتنع من أخذها وأمر بإخراجها من البيت، فقال له الرافع: كان آل طاهر عدولا، والناس بذلك راضون فما عليك في أخذها؟ ومبلغها في غير هذه الرواية ستمائة ألف درهم، فقال: أنا ابن رسول الله ÷ لا ابن طاهر.
  ومن كلامه #: أيها الناس اتقوا الله، وكونوا قوامين بالقسط كما أمركم الله، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر وجاهدوا - رحمكم الله - في الله حق جهاده، وعادوا الآباء والأبناء والإخوان في الله، فإن هذه الدار دار قلعة، ودار بلغة، ونحن سفر والدار التي خلقنا لها أمامنا، وكأن قد بلّغنا إليها ووردناها، فتزودوا من العمل الصالح فإن طريق الجنة خشن، وبالاجتهاد يبلغ إليها، إني لا أغر نفسي ولا أخدعها بالأماني، ولا أطمع أن أنال الجنة بغير عمل، ولا أشك في أن من أساء وظلم منا ضوعف له العذاب، وإنّا ولد الرجل الذي دل على الهدى، وأشار إلى أبواب الخير، وشرع هذه الشرائع، وسن هذه السنن والأحكام، فنحن أولى الخلق باتباعه واقتفاء أثره واحتذاء أمثاله والاقتداء به.
  وقال #:
  أرتني أهوال المعاد بصيرتي ... وتصديق وعد الغيب رأي عيان
  فأيقنت أني بالذي قد كسبته ... مدين فقلبي دائم الخفقان
  وأنّ وعيد الله حق ووعده ... فمن موبق أو فائز بجنان
  فأعلنت بالتّوحيد والعدل قائلا ... وأظهرت أحكام الهدى ببيان
  وكان # في الشجاعة وثبات القلب، بحيث لا تهوله الجنود، ولا يروعه