ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  الأصحاب، ولم يكن معه شيء من السلاح، فرآه بعض أعدائه فطمع فيه، فعمده فلم يجد # شيئا يدافع به عن نفسه، فعمد إلى صخرة صماء فسخرها الله له فقبض منها شيئا، ورمى به في وجه عدوه وبقيت آثار يده # وأصابعه يزار ذلك ويتبرك به. وأخبرني أنه شاهد ذلك، وقد قصده في صحبة من ذكره من العلماء ¥.
  وأخبرني من أثق به أيضا وهو الفقيه الفاضل الحسن بن عليّ بن الحسن الديلمي البخاري |، أن رجلا كان يحترب في الطرقات، وكان معه كلب قد عوّده أنه إذا شاهد من يطمع فيه أرسله فيعمد الكلب إلى موضع العورة من الرجل، ثم يأتي صاحبه وقد كفاه المئونة فيأخذ ماله، فأقبل النّاصر # ذات يوم منفردا، وقعد على غيضه يأكل شيئا من الطعام، فأرسل الرجل كلبه عليه - على جاري العادة - فلما وصل الناصر # قعد بالقرب منه ولم يتعرض له، ورمى له بشيء من الطعام، وأقبل الرجل فدعا الناصر # الله ø أن يسلط عليه الكلب، فسلط عليه فقتله بما جرت العادة بأن يقتل به الناس، وانصرف الكلب مع النّاصر # وأقام مدة. وكان ربما يحضر في شيء من الحروب فيؤثر في أعدائه، حتى كان في بعض الأيام، وعمل رجل مأدبة للنّاصر #، فتقدم والكلب خلفه، فلما استقر الطعام بين يدي النّاصر # نبح الكلب نباحا عظيما بخلاف العادة وهم بالطلوع فمنعوه من ذلك، وكانوا قد طلعوا إلى الموضع بسلّم، فأمرهم النّاصر # بأن يخلوا بين الكلب وبين الطلوع، فطلع ووقف بين يدي الناصر # وأكل شيئا من الطعام قبل أكل النّاصر # فمات من حينه، وكان الطعام مسموما فسلم النّاصر # وأصحابه.
  وأخبرني | أيضا: أن النّاصر # وقف ذات يوم بالقرب من ماء وفيه ضفادع كثيرة وحيّات، فخرجت منها ضفدع فقصدتها حية، فدخلت