الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر قيامه، ونبذ من سيرته، ومدة ولايته، وموضع حفرته #

صفحة 68 - الجزء 2

  الخروج، وكان يدافعه ويمنّيه، وطال مقامه إلى أن تهيأ له الخروج من عنده، فخرج إلى سهل الديلم وعرض الإسلام على من بقي منهم على الكفر، ثم خرج إلى جيلان، وابتدأ يعرض الإسلام على الجيل الذين هم على جانب الديلم من طرف الوادي المعروف (بأسفنذروا) وهم كفار، فأسلموا كلهم على يديه وطهروا، وذلك في سنة سبع وثمانين بعد ظهور الهادي باليمن لسبع سنين، وأقام على هذه الجملة بالجيل والديلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأزال الرسوم الجائرة التي وضعها (آل وهسوذان) على الديلم، واستنقذهم مما كانوا فيه من الضيم في الأنفس والأولاد والأموال، ووقعت له حروب مرة بعد أخرى مع جستان، فكانت الدائرة على جستان، وزال سلطان جستان عن سهل الديلم جملة وانحسم طمعه عنها، وتخلص المسلمون من قبيح ظلمه لهم وحكمه في أهاليهم وأولادهم واسترقاقه لهم ببركة دعوته #، وقد كان قبل مفارقته له أحوج إلى مساعدته على ورود باب (آمل) لحرب الخراسانية، وقد كان جستان أظهر أن الأمر له وسار تحت رايته فزعا من الخراسانية وقصدهم إياه، ولم يكن النّاصر ¥ يثق بوفائه، ويعلم أنه إن ظهر عاد إلى عادته فلم يتشدد في الحرب، ولم يثبت ثبات مثله. وصارت الغلبة للخراسانية، وانهزم النّاصر # وجستان وعاد النّاصر إلى موضعه. وكان يقيم تارة (بهوسم) فيراعي أمر الجيل، وتارة (بكيلاكجان) فيراعي أمر الديلم، وأحوج جستان آخرا إلى أن بايعه، وحلف له بالأيمان المغلظة أنه لا يخالفه، ووفى بذلك وصار من أتباعه، وامتد مقامه هناك أربع عشرة سنة، واتصل بأحمد بن إسماعيل خبره في قوّته⁣(⁣١) وظهوره، واجتماع الجيل والديلم على طاعته، وأنه يريد قصد طبرستان، فوجه إلى آمل عساكر جمة، وكتب إلى محمد بن عليّ المعروف بصعلوك بورود آمل من الري ومحاربته، فورد وبلغ عدد


(١) في (أ): وقته.