أولاده #:
  الجماعة أكثر من ثلاثين ألفا، وانضم إليهم من آهل آمل وحشومهم(١) وطغامهم(٢) عدد كثير وكانوا في كل يوم يركبون في المراكب على طريقة الغزاة، ويستنفرون إلى حربه #، وكثير من قصّاصهم يفتون بذلك(٣).
  وروينا عن السيد أبي طالب # من أماليه [١٣٣]، رواه عن المعروف بأبي بكر محمد بن موسى البخاري قال: دخلت على الحسين(٤) بن علي الآملي المحدث، وكان في الوقت الذي كان النّاصر للحق الحسن بن عليّ # في بلاد الديلم بعد، وقد احتشد لفتح آمل وورودها، والحسين بن عليّ هذا يفتي العوام بأنه يلزمهم قتال النّاصر للحق #، ويستنفرهم لحربه، ومعاونة الخراسانية على قصده، وزعم أنه جهاد ويأمرهم بالتجهيز وعقد المراكب كما تفعل الغزاة. قال:
  فوجدته مغتما، فقلت له: أيها الأستاذ، ما لي أراك مغتما حزينا؟ فألقى إليّ كتابا ورد عليه وقال: اقرأه، فإذا هو كتاب الناصر للحق #، وفيه:
  يا أبا علي، نحن وإياكم خلف لسلف، ومن سبيل الخلف اتباع السلف والاقتداء بهم، ومن سلفكم الذين تقتدون بهم من الصحابة عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد، وهؤلاء لم يقاتلوا معاوية مع عليّ بن أبي طالب # مع تفضيلهم عليا # تأولا منهم أنهم لا يقاتلون أهل الشهادتين، فأنت يا أبا عليّ على سبيلك أن تقتدي بهم ولا تخالفهم وتنزلني منزلة معاوية على رأيك، وتنزل عدوي هذا ابن نوح منزلة عليّ بن أبي طالب، فلا تقاتلني كما لم يقاتل سلفك معاوية، وتخل بيني وبينه كما خلى سلفك بينهما، فتكفّ عن قتال أهل الشهادتين كما كف سلفك، وتجنب مخالفة أئمتك الذين يقتدى بهم، ولا سيما فيما يتعلق
(١) أحشامه الذين يغضبون له من أهل وعبيد أو جيرة. قاموس
(٢) الطّغام: أوغاد الناس. قاموس
(٣) انظر المصابيح ٦٠٣ - ٦٠٤، والإفادة ١٢٠ - ١٢١.
(٤) في (أ): محمد بن عيسى الحسين بن علي ...