أولاده #:
  بإراقة الدماء فافهم يا أبا عليّ ما ذكرت لك فإنه محض الإنصاف.
  قال: فقلت له: لقد أنصفك الرجل أيها الأستاذ فلم تكرهه؟ فقال: نكرهه، لأنه يحسن أن يورد مثل هذه الحجة، ولأنه لا يرد إلا متقلدا مصحفه وسيفه، ويقول: قال أبي رسول الله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي»(١)، فهذا هو كتاب الله أكبر الثقلين، وأنا عترة رسول الله ÷ أحد الثقلين، ثم يفتي ويناظر ولا يحتاج إلى أحد، أما سمعت ما قاله في قصيدة له؟
  قال - وأنشد هذا البيت من القصيدة -:
  تداعا لقتل بني المصطفى ... ذوو الحشو منها ومرّاقها
  رجعنا إلى تمام الرواية المتقدمة عن السيد أبي طالب #(٢)، قال #: وخرجوا بأجمعهم إلى (شالوس)، وأقبل النّاصر # بعسكره من الجيل والديلم، ولم يكن لهم من آلات الحرب ما كان للخراسانية، والتقوا في موضع بين (وارفوا) و (شالوس) يعرف (بتورود) على ساحل البحر، ووقع القتال هنالك فأوقع ¥ بالخراسانية، ومنحه الله أكتافهم ونصره عليهم، فانهزموا أقبح هزيمة وقتلوا شر قتل، فبلغ عدد المقتولين نحو عشرين ألفا من بين مقتول بالسلاح وغريق في البحر، كانوا إذا أقبلوا إلى الظهر أخذتهم الرايات، وإذا ولوا واقتحموا البحر غرقوا، وتحصن منهم نحو خمسة آلاف رجل في قلعة شالوس مع أمير لهم يعرف بأبي الوفاء، واستأمنوا منه # فأمنهم، وكان الظفر يوم الأحد
(١) مجموع الإمام زيد بن علي «ع» ٤٠٤، وصحيفة علي بن موسى الرضى ٤٦٤، والبزار ٣/ ٨٩ رقم ٨٦٤، ومسلم ١٥/ ١٣٩، والترمذي ٥/ ٦٢٢ رقم ٣٧٨٨، وابن خزيمة ٤/ ٦٢ رقم ٢٣٥٧، وابن أبي شيبة في المصنف ٧/ ٤١٨ وابن عساكر ٥/ ٣٦٩، وذخائر العقبى ١٦ والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٣٠، والطبري في الكبير ٥/ ١٦٦، والنسائي في الخصائص رقم ٧٦ ومسند أحمد ٤٣٦٧ والحاكم في المستدرك ٣/ ١٤٨.
(٢) الإفادة ١٢٢.