الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

أولاده #:

صفحة 72 - الجزء 2

  القضاء زيد بن صالح الحسني، وكان ينظر في الأمور بنفسه، وبسط العدل ورفع رسوم الجور وعقد مجالس النظر، وكان الفقهاء يحضرونه ويكلمونه في المسائل ويكلمهم ويناظرهم. وكان الدّاعي الحسن بن القاسم بن الحسن بن عليّ ابن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب # صاحب جيشه، والمستولي على الأمر، لشهامته وحسن بلائه بين يديه وورعه ودينه، ولأنه لم يكن في أولاده من يعتمد للولاية، لأن أبا الحسن كان مع فضله في الأدب على غير طريقة السداد.

  وكان النّاصر ¥ معرضا عنه منكرا عليه، وأبو القاسم وأبو الحسين كانا صغيرين، فلما ترعرعا كان يستعين بهما فيما يجوز أن يستعان فيه الشباب، فينفذهما في بعض السرايا ويوليهما بعض الجيوش، ولما فتح آمل ودخلها وولى أبا القاسم سارية ووقع بينه وبين الدّاعي تنافر ونزاع، وطال الخطب في ذلك.

  ولما أوقع الناصر # وأنفذ على مقدمته ابنه أبا القاسم إلى آمل، وكان الدّاعي ¥ يطمع في أن يختار للتقدم، فاستوحش من ذلك ولم يظهره، وكان هذا أول نفور عنه سرّا، فقد كان منه ¥ أثر ظاهر جميل في تحمل المبارزة بنفسه، والتقدم إلى حيث لم يتقدم أحد. وكان أصحاب النّاصر الذين هم أهل الدين والورع مثل أبي محمد عبد الله بن أحمد بن سلام |، ومن دونه يميلون إلى الدّاعي ¥، لدينه وورعه واستقامة طريقته، وينحرفون عن أولاد النّاصر #، لسلوكهم لطريقة غير مرضية في الباطن. واستوحش الداعي ونفر عن الناصر لمكان أولاده فأدى ذلك النفار إلى الهفوة التي اتفقت منه في القبض عليه، وإنفاذه إلى قلعة اللارز، وقد ذكر من اعتذر عنه أنه كان كارها لما جرى، وأن الإقدام على ذلك بدر من سفهاء الجيل والديلم الذين كانوا وردوا في صحبة الدّاعي ¥، وكان ليلى بن النعمان قدمه النّاصر # إلى ناحية جرجان مع عسكر كثيف، فاتصل الخبر به وهو بسارية فانصرف بجيشه، ودخل على الدّاعي