وللناصر # أشعار كثيرة
  لدن يهز الكف مث ... ل النون أسلمه مكانه
  عن غير ما خفر ولك ... ن الشّرى هذا أوانه
  فبمثله يأبى الكرى ... م الشهم ما فيه هوانه
  وأنا امرؤ عند احتدا ... م الموت ينجيني جرانه
  وإذا تداين معشر ... يجدونه وخما ديانه
  فإذا تكلم واعظا ... فكفاك من عظة بيانه
  تلقى غواشيه إذا ... طرقوه مترعة جفانه
  ما إن يفارق خيمه ... في كل ما أبلى زمانه
  شهدت له أفعاله ... أن لم يقل كذبا لسانه
  ذو منصب ناء عن ال ... أدناس يغنيني صيانة
  ومؤمّل ذي نخوة ... في الحرب جم خنزوانه
  من شأنه قصع الكما ... ة لدى الوغى رعف سنانه(١)
  وكان # حلو المفاكهة طريف الممازحة يتصرف في مجلسه في أنواع العلوم من الكلام والفقه ورواية الآثار وإنشاد الأشعار للقدماء والمحدثين والحكايات المفيدة.
  ومن طرفه في هذا الباب ما رواه السيد أبو طالب عن أبيه ® قال(٢): كان ¥ محرورا شديد الحرارة، تستولي عليه الحمى إذا تكلم، فكان يوضع بين يديه كوز فيه ماء بارد، ويتجرع منه في الوقت بعد الوقت إذا تكلم كثيرا وناظر في خلال مناظرته، وكان بآمل شيخ همّ من العراقيين يعرف بأبي عبد الله محمد بن عمرو وكان يكلمه # في مسألة، فكان يترشش من فيه لعاب يصيب الكوز منه كما يتفق مثله من المشايخ، فأخذ النّاصر دفترا كان بين
(١) الشافي ١/ ٣١١ - ٣١٢.
(٢) الإفادة ١٢٤.