الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

وللناصر # أشعار كثيرة

صفحة 79 - الجزء 2

  وروي أنه # في مرضه كان لا تفوته صلاة بوضوء إلى أن أثقل، فكان يومئ إلى الوضوء بيده فيوضئونه، ويأخذ في الصلاة حتى فاضت نفسه وهو ساجد.

  وروي أنه في ليلته التي توفي فيها استعر به المرض فأخّر المغرب والعشاء الآخرة إلى قرب السحر ثم صلاهما، فلما فرغ منها فاضت نفسه.

  قال السيد أبو طالب #(⁣١): وقدم الدّاعي # آمل في شهر رمضان يوم الثلاثاء لأربع عشرة خلت منه، فبدأ بقبر النّاصر للحق #، ومعه أولاده أبو الحسن وأبو القاسم وأبو الحسين فألصق خده بالقبر وهو يبكي، فقام أبو الحسن ابنه وأنشأ قصيدة في مرثيته:

  أيحسن بي أن لا أموت ولا أضنى ... وقد فقدت عيناي من حسن حسنا

  وقصيدة أخرى أولها:

  دم الجوف يجري في الحشا متصعدا ... فينهل دمعا صافيا متبدّدا

  وبويع للداعي ¥ في ثانيه وهو يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان فأظهر حسن السيرة في الأمور كلها في بسط العدل والإحسان إلى الأشراف وأهل العلم على طبقاتهم وتسويغ خراجهم، والتشدد على أهل العيث والفساد ما يضرب به المثل إلى الآن بطبرستان، فيقال: عدل الدّاعي.

  وكانت له حروب مشهورة، ووقائع معروفة مع ولدي النّاصر #، ومع مسوّدة الخراسانية، وخطب له بنيسابور ونواحيها ليلى بن النعمان مدة، وخطب أيضا بالري ونواحيها أياما، وبقي على أمره بعد النّاصر ¥ اثني عشرة سنة وأشهرا. واستشهد: سنة ست عشرة وثلاثمائة، في يوم الثلاثاء بعد العصر لثلاث بقين من شهر رمضان، وقد بلغ من عمره اثنتين وخمسين سنة.

  ¥ وألحقه بآبائه الطاهرين.


(١) الإفادة ١٣٢.