الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 32 - الجزء 1

  مع عمه أبي طالب حين دخل الكعبة، وأجلس أبو طالب فاطمة بنت أسد رحمها الله في الكعبة،⁣(⁣١) وهي أوّل امرأة بايعت رسول الله ÷، وكانت من المهاجرات ودفنها رسول الله ÷ بالروحا⁣(⁣٢) مقابل حمام أبي قطيفة، ولما ماتت رحمها الله دفنها رسول الله ÷ وكفنها في قميصه ونزل في قبرها، وفي بعض الأخبار وتمرّغ في لحدها فقيل له في ذلك؟ فقال: إن أبي هلك وأنا صغير، فأخذتني هي وزوجها فكانا يوسعان عليّ، ويؤثراني على أولادهما، فأحببت أن يوسع الله في قبرها. وفي بعض الأخبار: أما قميصي فأمان لها يوم القيامة، وأما اضطجاعي في قبرها فليوسّع الله عليها⁣(⁣٣).

  وهو أصغر أولادها، وولدت أربعة ذكور بين كل ذكرين عشر سنين:

  طالب⁣(⁣٤) وعقيل وجعفر وعلي.

  كنيته #:

  كان # يكني بأبي الحسن ويكني بأبي تراب كنّاه بها رسول الله ÷، وذلك فيما رويناه بالإسناد الصحيح إلى عمار بن ياسر ¥ قال:

  كنت أنا وعلي بن أبي طالب # رفيقين في غزوة العشيرة، فلما نزلها رسول


(١) المناقب لابن المغازلي ص ٥٨.

(٢) في الأصل وكانت مهاجرة بالروحا. والروحا: موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة.

(٣) روي في الاستيعاب ٤/ ٤٤٦، والإصابة ٤/ ٣٦٨، وأسد الغابة ٧/ ٢١٢ عن عبد اللّه بن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب، ألبسها رسول الله قميصه، واضطجع معها في قبرها، فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه؟ فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت معها ليهون عليها، ينظر مقاتل الطالبيين ٤.

(٤) كان شاعرا، وهو الذي قال حين خرج مع المشركين يوم بدر، وقد خرج كرها:

لاهمّ إما يغزون طالب ... في مقنب من هذه المقانب

فليكن المسلوب غير السالب ... والراجع المغلوب غير الغالب

وقيل رجع إلى مكة، وقيل لم يرجع واستهوته الجن فلم يوجد له أثر بين القتلى والأسرى. ينظر هامش جمهرة النسب ١/ ١٢٨.