مدة قيامه بالأمر ومبلغ عمره وموضع قبره #:
  المرجع إلى الله ø في جميع الأحوال، والعمل بالتوبة والدعاء إليها والحث عليها أولى بنا وبكم ولنا ولكم فيما نزل بنا من الأمر العظيم، وحل ساحتنا من الفادح الجسيم، أسوة برسول الله ÷ وبالأئمة الماضين من عترته À، فإنا لله وإنا إليه راجعون رضاء بقضائه وتسليما لأمره، والموت سبيل الأولين وطريق الآخرين، وبذلك حكم على عباده رب العالمين، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو تبارك وتعالى خير الوارثين، ثم بكى بكاء شديدا، وأنشأ يقول:
  يسهّل ما ألقى من الوجد أنني ... مجاوره في داره اليوم أو غدا
  وارتج البلد بالبكاء، وتكلم كل واحد بمبلغ رأيه وعلمه، فلما هدأت الأصوات وسكنت الأجراس - قال المرتضى #: الحمد لله رب العالمين ملك يوم الدين، ونستعينه على أداء ما أصبحنا نتقلب فيه من نعمه التي لا تحصى، ونحمده على ما أصابنا من خير وبلوى، ونسأله الصلاة على سيد المرسلين وإمام المتقين محمد المصطفى وآله وسلم، ثم إن الله ø أمر أمرا وفرض على خلقه فروضا، لم يرض منهم إلا بالعمل بها، والتسارع إلى ما فرض الله عليهم منها، وأرسل محمدا خاتم النبيين بشيرا ونذيرا إلى جميع المخلوقين، وأنزل عليه كتابا فيه نور مبين، وشفاء لما في الصدور، {لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت: ٤٢]، أمر عباده بالعمل على ما فرضه وأكد من الأمر عليهم بعد أن أعطاهم الاستطاعة، ومكنهم من القدرة على ما أمرهم به، ودعاهم إليه {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأنفال: ٤٢]، ولسنا رحمكم الله بأبناء دنيا فنتكالب عليها، ولا بأهل الباطل فنطلب الإمارة والسلطان والأمر والنهي من غير استحقاق، وعلى غير جهة رشد وسداد واستقامة وصلاح،