مدة قيامه بالأمر ومبلغ عمره وموضع قبره #:
  مضوا لله مطيعين وبأمره قائمين، وإن لم أجد على ذلك أعوانا صادقين وإخوانا لأمر الله متبعين، لم أدخل بعد اليقين في الشبه، ولم أتلبس بما ليس لي عند الله حجة، وكنت في ذلك كما قال الله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ}[الذاريات: ٥٤] أمثلي يدخل في الأمور الملتبسة؟ هيهات! منع من ذلك خوف الرحمن، وتلاوة القرآن والمعرفة بما أنزل الله في محكم الفرقان، فإني لست ممن تغره الدنيا بحسنها وتخدعه بزينتها، فاتقوا الله عباد الله حق تقاته، وعاونوا الحق والمحقين وجانبوا الباطل والمبطلين، وكونوا مع الصابرين، واعلموا أنكم ميتون، وإلى ربكم راجعون، وعلى أعمالكم محاسبون وبما كسبت أيديكم مرتهنون، وما الله {بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[ق: ٢٩]، والسلام على من اتبع أمر الله، ورضي بحكم الله، وآثر طاعة الله(١).
  واعتزل ¥ الأمر وخلا بربه وآثر عبادته على كل شيء(٢) وصرف عماله من بلد همدان ونجران وغيرها، ولزم منزله بصعدة وأقام الأمر على حاله، ولم يظهروا له خلافا ولا كراهية لأمره، وأقام بصعدة بعض بني عمه يصلح بين الناس. وكان أخوه الناصر # في الحجاز، فقدم بعد ذلك فأشار المرتضى # عليه بالقيام بالأمر. وكانت مده انتصاب المرتضى # نحو سنتين. وتوفي # بصعدة سنة عشر وثلاثمائة، وله اثنتان وثلاثون سنة، ذكره السيد أبو طالب #(٣). ودفن إلى جنب أبيه #.
(١) الخطبة كاملة في المصابيح ٥٩٥ - ٥٩٧.
(٢) في (أ) ساقطة: على كل شيء.
(٣) الإفادة ١٣٤.