الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 34 - الجزء 1

  أنا وجميع من فوق التراب ... فداء تراب نعل أبي تراب⁣(⁣١)

  وأقام مدة مع أبويه حتى وقعت أزمة شديدة، فضمّه رسول الله ÷ إليه تخفيفا عن أبي طالب، فتأدب بآدابه الكريمة، وتخلق بأخلاقه الشريفة حتى ظهرت فيه آثاره المطهرة.

  صفته وحليته #:

  ذكر السيد أبو طالب # في كتاب الإفادة وقد أخبرنا الفقيه الأجل تاج الدين أحمد بن أحمد بن الحسن البيهقيّ بحوث، قدمها سنة عشر وستمائة عن عالم الزيدية وزاهدهم في وقته شعيب بن دابسون الجيلي | بإسناده إلى السيد الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني # قال: قال أبو إسحاق السبيعي فيما روينا عنه -: أدخلني أبي المسجد يوم جمعة فرفعني حتى رأيت عليا # شيخا أصلع، ناتئ الجبهة، عريض ما بين المنكبين، له لحية قد ملأت صدره، وفي عينيه اطرغشاش⁣(⁣٢)، قال داود بن عبد الجبار راوي الخبر عن أبي إسحاق يعني لينا في العين، فقلت لأبي: من هذا يا أبه؟ فقال: علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله ÷، وختن رسول الله ÷، وأخو رسول الله ÷، وأمير المؤمنين⁣(⁣٣).

  وروينا بالإسناد الموثوق به إلى السيد الإمام الموفق بالله أبي عبد الله الحسين ابن إسماعيل الحسني الجرجاني # يرفعه إلى زياد المخارقي قال: سألت محمد ابن الحنفية فقلت: صف لي عليّا #؟ فقال: كان ضخم الهامة، عريض المنكبين، عظيم المشاش، ضخم البدن، حمش الساقين، كأنما كسّرت عظامه ثم جبّرت، والله لو أخذ الأسد لافترسه.⁣(⁣٤)


(١) هو الصاحب كما في ديوانه ص ١٨٥.

(٢) في الأصل: اطرغاش.

(٣) المقاتل ص ٢٧، الإفادة ص ٣٩.

(٤) انظر صفة الإمام علي # فقد أتت بروايات عديدة بمعنى واحد في تاريخ دمشق ٤٢/ ٢٠، وذخائر العقبى ٥٧، وغيرها في كتب التراجم.