ذكر طرف من مناقبه #:
  برجله وحبسه في داره، فبلغه أن الوزير المهلبي قد أومى إلى إنكار ما جرى عليه، وأنه يريد أن يتشفع في أمره، فغضب من ذلك واحتد وركب إلى دار معز الدولة في نصف النهار، وهو وقت لم تجر العادة بدخول دار السلطان في مثله والتعرض للقائه، وكان معز الدولة في الخيش مبتذلا، فقيل له: قد حضر أبو عبد الله بن الداعي، فانزعج بحضوره في ذلك الوقت، وراسله وتعرف الحال في سبب مجيئه، فذكر قصة أبي الحسن بن أبي الطيب، وعاد الرسول إلى معز الدولة وعرفه ما ذكره، فأنفذ إليه بأني قدّرت لما ذكر لي حضورك في مثل هذا الوقت أنك حضرت لشكاية ابني بختيار، ومن ابن أبي الطيب حتى تحوج أنت إلى تجشم شكايته إليّ!؟ وأنت مالك أمره، فاحكم فيه بكل ما تريده من ضرب وحبس ومن جميع أنواع العقوبة، ولكن بعد ما شكوته إلي فعقوبته عندي نفيه إلى عمان، واستدعى للوقت ابن الزكي صاحب الشرطة، وتقدم إليه بأن يقعده في زورق مقيدا موكلا به، ويحدره إلى البصرة، وبأن يكتب إلى عامل البصرة بأن ينفذه إلى عمان، ثم تشفع إليه ¥ في العفو عنه فعفى(١).
  قال السيد أبو طالب(٢): وأنشدني أبو الحسين بن أبي سعد كاتبه ¥ لأبي الحسن الموسوي، قال: كتب إليه بهذه الأبيات ¥ من واسط حين ولي النقابة، وهي أبيات مطبوعة ظريفة قال:
  الحمد لله على عدله ... قد رجع الحق إلى أهله
  كم بين من نختاره واليا ... وبين من نرغب في عزله
  يا سيدا تجمع آراؤنا ... مع كثرة الخلف على فضله
  ومن غدا يشبه أسلافه ... في قوله الحق وفي فعله
  لو قيل: من خير بني المصطفى ... وأفضل الأمة من نسله؟
(١) الإفادة ١٤٣.
(٢) الإفادة ١٤٤ - ١٤٥.