الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # ونبذ من سيرته بعد البيعة ومدة ظهوره، وموضع قبره:

صفحة 110 - الجزء 2

  زيد من آمل فسرّ به، واعتمده في أمر الجيش وفوض إليه أمره، ودبر للخروج إلى آمل وجمع الجيوش، فلما ظهر هذا الخبر أشخص من آمل إلى جرجان كبار العلوية كلهم خشية أن ينضموا إليه، وكوتب من جرجان نصر بن محمد الاسفندار لمحاربته وأنفذ إليه من طبرستان أعيان الجيل، وخرج # من هوسم واستخلف عليها ابن الثائر أبا محمد الذي تقدم ذكره ووثق به وسكن إليه، وفارقه أبو محمد الحسن بن محمد الناصر وعاد إلى الري مستوحشا منه لاستخلافه أبا محمد بن الثائر، وجاء # إلى شالوس مع عسكر عظيم من الجيل والديلم، وامتد نصر بن محمد الاسفندار إلى هنالك مع هؤلاء المتقدمين إليه من طبرستان، فالتقوا بشالوس فأوقع بهم ¥ وقتل منهم مقتلة عظيمة، وهام الاسفندار مع الأعيان من هؤلاء على وجوههم، ثم وقع تخليط في عسكره ¥ بسوء تدبير من كان اعتمده وخيانة بعض أقاربه له بخديعة اتجهت عليه، فلم يتمكن من الامتداد إلى طبرستان وعاد إلى هوسم، فأقام بها على ضجر شديد من سوء أدب كثير من أولئك الجيل والديلم، وكان ينادي بتلونهم ونفاقهم وقلة وفائهم بما كانوا بذلوا له أيام مقامه ببغداد وكتب # إلى القاضي أبي بكر محمد بن عبد الرحمن، سنة تسع وخمسين وثلاثمائة⁣(⁣١).

  

  كتابي أطال الله بقاء القاضي المعروف بالعلم والأدب، والمشاركة في كل سبب، وأدام عزّه كريما، وأيده سعيدا، وختم له بفوز الآخرة ونعيمها، وجنّبه بلاء الدنيا وكدها، من هوسم عن سلامة ونعمة بالدين حرستا، وبطاعة الله سبحانه وتعالى نيطتا، وبتوفيقه وفضله كملتا، والحمد لله على ما وهب وأعطى، وصلى الله على أبينا محمد من ختم به الأنبياء واصطفى، وعلى من طاب من عترته وسنته اقتفى، وطريقته اهتدى، وسلم تسليما دائما مهديا أبدا، وليس القاضي


(١) في حاشية (أ) بزيادة عنوان (لفظ كتابه # ورحمه الله إلى القاضي أبي بكر.