الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # ونبذ من سيرته بعد البيعة ومدة ظهوره، وموضع قبره:

صفحة 112 - الجزء 2

  الحسن بن رسول الله ÷.

  قال السيد أبو طالب #(⁣١): ومن مليح نادرته ¥: أنه كان بالديلم رجل يعتقدون فيه أنه فقيههم، يعرف بأبي علي بنديره، وكان ¥ يتأذى⁣(⁣٢) به. فقال بنديره هذا - يوما وهو في جحفل من الناس -: أيها السيد صف لنا صفة المنافقين. فقال ¥: نعم، من صفة المنافق أن يكون رجلا عليه صوف يضرب لونه إلى الصفرة، ويكون ربعا من الرجال، قد حلق شاربه. حتى استوفى ما ظهر من صفات هذا الرجل وزيّه، فقال له الرجل: أيها السيد، هذا هو صفتي، قال:

  نعم، لأنك منافق. فضحك الناس من ذلك الرجل وصار ما جرى نادرة عليه إلى يومنا هذا. وقد كان صاحب طبرستان فزع منه فزعا عظيما، وانعقدت هيبته في النفوس لعظيم موقعه من العلم والدين والشجاعة والشهامة والأبوة والبيت الرفيع، ولكن لم تساعده المقادير.

  وسمعت بعض عرب نصر بن محمد الاسفندار الذين شهدوا الوقعة يصف تلك الوقعة وثباته ¥ فيها، ويقول: لما رأينا الراية البيضاء وقد صعدت من الوادي لحبت قلوبنا، فلم نثبت وولينا منهزمين. وكان أكثر قتاله ¥ بالسيف، وكان معه سيف يقال: إنه كان لحمزة بن عبد المطلب.

  قال السيد أبو طالب #(⁣٣): ومن تأثيره العظيم في باب الدين أن الديلم كانوا يعتقدون أن من خالف القاسم # في فتاويه فهو ضال، وكل قول يخالف قوله ضلالة، والجيل يعتقدون مثل هذا في قول الناصر ¥، ولم يكن يسمع هناك قبل دخوله إلى تلك الناحية أن كل واحد من القولين حق، فأظهر ¥ هذا المذهب فيما بينهم، وهو أن كل واحد منهما حق وصواب، وتلكم فيه وبينه لهم، وناظره قوم منهم كانوا معدودين في جملة الفقهاء، وهم بالديلم القاسمية، وقد


(١) الإفادة ١٤٩.

(٢) في الأصل: ينادي، وفي الإفادة: يتأذى، فأثبتنا الأصوب.

(٣) الإفادة ١٤٧.