الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # ونبذ من سيرته بعد البيعة ومدة ظهوره، وموضع قبره:

صفحة 113 - الجزء 2

  كان فيهم نفر يحفظون كثيرا من مسائل القاسم ويحيى @، وإن لم يكونوا يتحققون بالنظر ولا يعرفون طريقة ولا يفهمون⁣(⁣١) أكثر ما يورد عليهم فيما يتعلق بهذا الجنس، فأما الجيل فما كان فيهم من ينتهي إلى هذا الحد أيضا، وإنما كانوا عواما مقلدة إلا أنه كان فيهم تعصب شديد في هذا الباب، وكان بعضهم يفسق بعضا في هذه المسألة، وربما كفروا، وأكثرهم كانوا لا يحفظون في هذا الباب إلا مسألة البنت مع العصبة⁣(⁣٢)، فيجري بين الطائفتين فيها من النزاع والتضليل والتفسيق ما هو معروف، وقد بقي هذا الخلاف يعد في كثير منهم إلا أن من يرجع منهم إلى تحصيل ودراية وفكر في الدين قد رجعوا عنه، والسبب فيه بركاته ¥ وكان يتعب معهم في تبيين هذه المسألة، ويضجرونه بجهلهم، وإيراد جهالاتهم عليه معتقدين في أنفسهم أنهم يناظرونه، إلا أن آخر الأمر اعتقد هذا القول أكثر من يرجع إلى ضرب من الدين من الطائفتين، وشاع بعد أن كان أحد لا يجسر على أن يتكلم به قبله، واستمر ذلك بحشمته وهيبته واعتقاد الجماعة فيه على الجملة أنه عالم متفق على علمه مع قدح كثير من جهالهم فيه، ووصفهم له بأنه معتزلي مرة وبأنه حنفي أخرى، وظهر هذا الصلاح ببركته وبقي إلى يومنا هذا. وأقام ¥ بهوسم إلى أن مضى لسبيله، ودفن سنة ستين وثلاثمائة بهوسم.

  وقبره هناك مشهور مزور، وقد كان كافي الكفاة نفعه الله بصالح عمله ¥، أخرج صدرا من المال لما ورد جرجان للإنفاق على مشهده، وقيل: إنه ¥ سمّ وجعل السم في جام حلوى أهدي إليه فأكل منه، وكان أبو سعيد الأبهري المتكلم تولى غسله، فكان يحكي لنا أنه كان مسموما، وكان يقول: لما نظرت إليه عند الغسل شاهدت علامات السم، فزدت من بكاي وصحت، وقلت: سم سيدي #(⁣٣).


(١) في (أ): يفقهون.

(٢) مثالها: رجل مات وخلف بنتا وأخا فإن للبنت الميراث كله.

(٣) الشافي ١/ ٣٢٤.