الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

الإمام المنصور بالله القاسم بن علي @

صفحة 119 - الجزء 2

  يوردان ولا يصدران، والخوف والعمل ينقذان ولا يبطلان. ثم ذكر #(⁣١) صدرا من المواعظ والحكم النبوية، ثم قال: أصل التأويل أول الحبال، والاختلاف في الأئمة أول الضلال، والاعتماد على غير الذرية أول الوبال، أصل العلم مع السؤال، وأصل الجهل مع الجدال، العالم في غير علمنا كالجاهل بحقنا، الراغب في عدونا كالزاهد فينا، المحسن إلى عدونا كالمسيء إلينا، الشاكر لعدونا كالذام لنا، المتعرض لنحلتنا كالغازي علينا، معارضنا في التأويل كمعارض جدنا في التنزيل، الراعي لما لم يسترع كالمضيع لما استرعي، القائم بما لم يستأمن عليه كالمتعدي بما استحفظ، الخاذل لنا كالمعين علينا، المتخلف عن داعينا كالمجيب لعدونا، معارضنا في الحكم كالحاكم بغير الحق علينا، المفرق بين الأئمة الهادين كالمفرق بين النبيئين، هنا أصل الفتنة يا جماعة الشيعة.

  ومن هذه الرسالة قوله #: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ينتظمان بغير زمام، ولا يؤدى فرضهما بغير إمام، الإقرار بالنبوة لا يصلح إلا مع الإقرار بالذرية، الإقرار بالكتاب لا يصلح بغير نصاب، مقلد الناس كالباني على غير أساس، طالب العلم من غير أهله كمشتري الدر بعد جبره، المؤتم بغير العترة كالأعمى يتبع الأعمى.

  ومنها قوله #: أما تعلمون رحمكم الله وهداكم أن أصل الهلكة منذ بعث الله سبحانه آدم # إلى هذه الغاية، لم يكن إلا بالاحتقار للأنبياء À في أيامهم، وبالذرية من بعدهم إلى أن تقوم الساعة. وعنوان هذه الرسالة من الإمام القاسم بن علي إلى جماعة الشيعة الطبريين العارفين بفضل آل محمد خاتم النبيين.

  ثم كانت وفاته # أول يوم الأحد لسبع خلون من شهر رمضان من سنة


(١) في (أ): ÷، وهو كما يبدو تصحيف من الناسخ.