الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم #
  على القضائية، وغيره من كتبه في الأصول، ومنها تفسير كامل سلك فيه الطريقة الوسطى، وأضحى قدحه المعلى، وشهد بأنه قد تبوأ من الفضل منزلا رفيعا ومحلا.
  وكانت شجاعته معروفة ومواقفه موصوفة لا يفتقر إلى شاهد ولا يطمع في جحدها جاحد، كما قال الإمام المنصور بالله # في كلمة له:
  وهل رجل يقول أبي علي ... يقهقر في مناطحة الشفار
  قام بالأمر بعد موت أبيه #، وملك من ألهان إلى صعدة وصنعاء، ولم يزل ناعشا للحق داعيا إلى الصدق كابتا لأرباب الإجرام، معليا لكعب الإسلام، حتى رفع للدين منارا، وأعز له أنصارا، وحمى له ذمارا، وقوض أركان الضلال، وكسى الحق ثوب الكمال، وكان ذلك دأبه # حتى قتله بنو حماد في بعض حروبه في بعض نواحي البون، قتله رجل من بني ربيح.
  وكانت وفاته # سنة أربع وأربعمائة وقبره بريدة، وعمره نيف وعشرون سنة، وأعقب ابنتين لا غير. وروى الثقات أن قاتله # قرّبت إليه نار ليتبخر بها فاحترق بها، وكان ذلك دلالة على كرامته وكاشفا عن فضيلته، ويحق له ذلك وهو من المناضلين عن الدين المجاهدين في سبيل الله رب العالمين. وقد بقي جماعة من أشياعه يعتقدون أنه حي إلى الآن، وأنه المهدي المنتظر الذي بشر به رسول الله ÷، وقد كتبنا رسالة في هذا المعنى وسميناها ب «الرسالة الزاجرة لذوي النهى عن الغلو في أئمة الهدى»، وقد اقتصرنا على هذا القدر، لأنّها لم تتصل بنا سيرته # وإلا فله وقائع جمة.