صفة إسلامه # وزواجه بفاطمة &:
  إن الله ø أمرني أن أزوجها من عليّ، ولم يأذن لي في إفشائه إلا هذا الوقت، ولم أكن لأفشي ما أمر الله ø به وابتنى علي # بفاطمة & في سنة ثلاث من الهجرة في شهر صفر.
  وروينا بالإسناد الموثوق به إلى أنس بن مالك ¥ قال قال: رسول الله ÷ كنت ذات يوم في المسجد أصلي إذ هبط عليّ ملك له عشرون رأسا فوثبت لأقبّل رأسه فقال: مه! يا محمد أنت أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرض أجمعين، وقبّل رأسي ويدي فقلت: حبيبي جبريل ما هذه الصورة التي لم تهبط علي بمثلها قط؟ قال: ما أنا بجبريل ولكن أنا ملك يقال لي: محمود، بين كتفي مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله، بعثني الله أزوّج النور بالنور.
  قلت: من النور؟ قال: فاطمة من علي، وهذا جبريل وإسرافيل وإسماعيل صاحب السماء الدنيا وسبعون ألف ملك من الملائكة قد حضروا، فقال النبي ÷: «يا علي قد زوجتك على ما زوجك الله من فوق سبع سماواته».
  ثم التفت النبي ÷ إلى محمود فقال: منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، وناوله جبريل قدحا فيه خلوق من الجنة، وقال: حبيبي مر فاطمة تلطخ رأسها وبدنها من هذا الخلوق، فكانت فاطمة & إذا حكّت رأسها شم أهل المدينة رائحة الخلوق»(١) وروينا بالإسناد الموثوق به إلى جابر بن عبد الله ¥ قال: دخلت أم أيمن على النبي ÷ وهي تبكي فقال لها النبي ÷: ما يبكيك؟ لا أبكى الله لك عينا، قالت: بكيت يا رسول الله، لأني دخلت منزل رجل من الأنصار، وقد زوج ابنته رجلا من الأنصار فنثر على رؤوسهم لوزا وسكرا فذكرت تزويجك لفاطمة من علي @، ولم تنثر عليهما شيئا، فقال النبي ÷:
  لا تبكي يا أم أيمن، فوالذي بعثني بالكرامة، واستخصني بالرسالة ما أنا زوّجته،
(١) مناقب المغازلي ٢٨١.