الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 130 - الجزء 2

  التصانيف الفائقة الرائقة في علم الكلام وغيره، والقاضي أبو الفضل زيد بن عليّ الزيدي، وكان من بيت العلم والرئاسة، ومنهم أبو منصور بن شيبة الفرزاذي.

  والشريف مانكديم أبو الحسين أحمد بن أبي هاشم محمد بن عليّ بن محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الأعرابي بن محمد بن الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب $ الخارج بعده بلنجاء سنة سبع عشرة وأربعمائة، والشريف أبو القاسم بن زيد بن صالح الزيدي، والشريف محمد بن زيد الجعفري، ومن أصحابه في الزهد والعبادة الشريف أبو جعفر الزيدي، وكان قد استدعاه غير مرة ليستخلفه فأبى، ولم يجبه لاشتغاله بنفسه وإقباله على زهده، ومن أصحابه الفقيه أبو القاسم بن تال، وهو الذي هذّب مذهبه وهو الذي جمع الإفادة والزيادات، ومنهم: أبو بكر الموحدي القاضي، قرأ عليه فقه الزيدية، ومنهم: القاضي يوسف الخطيب وأبو الحسين الآبسكوني، ومن أصحابه ومبايعيه: أبو عليّ بن الناصر خلّفه بجيلان، وعاد إلى آمل بالآخرة وقالوا: لا تحسبوا أني فارقت المؤيّد بالله من غير إذنه، لا والله لم أخرج من عنده إلا بإذنه، وأنا أقول بإمامته ولا أعرف في هذا الزمان رجلا أفضل منه، ومنهم: أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سياه سيربنجان⁣(⁣١).

  وفي الحكاية أنه # كان في بعض الليالي يطالع مسألة مع الملحدة الدهرية، فاشتبه عليه جواب مسألة فأمر باتخاذ مشعلة وقصد باب قاضي القضاة بعد قطع من الليل وهدوء الناس والأصوات، فأخبر قاضي القضاة بحضوره، فاشتغل خاطره وهيأ مكانا وجلس فيه حتى إذا دخل عليه وجاراه في تلك المسألة وانفتح له جوابها واتضح لديه ما كان منها، قال له قاضي القضاة: هلا أخرت إلى الغد وتغيبت في هذا الوقت؟ فقال المؤيّد مغضبا من كلامه متعجبا: ما هذا بكلام


(١) سيرة الإمام المؤيد ٧.