الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 132 - الجزء 2

  وكان لا فراش له إلا ما نسجه من أغصان الشجر، ولا يتوسد إلا آجرتين عملهما، فقال له: ما لنا فراش ولامكان تجلسون فيه، فقال #: لو كان لك فراش أو حاله لما زرناك، فالملوك كثير وأهل الحالات فلسنا نزورهم ولا نراهم أهلا لذلك.

  وكانت له # كرامات تشهد له بالفضل، فمنها: أنه كان في اليوم الذي أسر فيه قدس الله روحه قصده رجل من الجيل ولطمه، فدعا عليه وسأل ربه أن يسلط الأكلة على يديه، فعن قريب اسودت يداه ووقعت فيهما الآكلة حتى ذهبتا. قال مصنف سيرته قدس الله روحه [٨: ٩]: وسمعت جماعة تحكي أن بندار وزير الكيّا أبي الفضل الثائر في الله لما أخبر أنه احترقت داره بهوسم في الفتنة التي كانت بها بسبب إحراق مشهد الناصر بآمل قال: إن هذا العاصي الكاذب خرب داري يعني بذلك المؤيّد بالله، فأنهي ذلك إلى المؤيّد بالله فلم يسمع، فشهد بذلك جماعة فقال عند ذلك: اللّهم خذه مفاجأة، ولا ترزقه الشهادة عند موته، فعن قريب مات بغتة مفاجأة، بحيث كان جالسا فاستلقى على قفاه فإذا هو ميت من غير وصية ولا توبة. وروي عن السيد أبي الحسين زيد بن الحسين الأشتري الجرجاني: أن عياضا الثعلبي حضر مجلسا بجرجان جرى فيه ذكر المؤيّد بالله، وذكر بعضهم أن الله سبحانه يعينه على الحقّ وينصره، فقال العياض الثعلبي: برئت من إله يعينه، وقال عقيب هذا القول: أوجعني بطني، وتعلق ببطنه وعاد إلى داره ومات في تلك الليلة. قال: وسمعت هذا السيد يقول: إنّ أبا عمرو الفقيه القصّار الجرجاني حضر مجلسا بجرجان في أيام الأمير فلك المعالي، فذكر بعضهم أن السيد أبا الحسين الهاروني إنما يطلب بما يفعل الدنيا وليس يعمل لله سبحانه، فقال أبو عمرو: كذلك أبوه عليّ بن أبي طالب كان يحارب معاوية وعائشة للدنيا لا للآخرة، وفارق ذلك المجلس وعاد إلى داره،