الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 133 - الجزء 2

  ففلج في الوقت وما برز من داره بعد ذلك ومات من تلك العلة⁣(⁣١).

  وكان # في الشجاعة وثبات القلب بالمحل العالي، فإن في الحكاية أن شوزيل لما أسره # اجتمع المسلمون عنده، وسألوه أن يفرج عنه فأخرج جوشنا، وقال: احصوا المواضع التي أصابها المزراق⁣(⁣٢) من هذا الجوشن⁣(⁣٣)، فبلغ نيفا وثلاثين موضعا فقال: من يثبت في المعركة هذا الثبات كيف يفرج عنه ويخلى سبيله⁣(⁣٤)؟! وروي أن بعضهم قال: سمعت شير أسفار يقول: لولا وقوف المؤيّد بالله يوم حرب آمل مع خمسين رجلا من الثابتين لم يخلص منا إلا اليسير، وكان شير أسفار يعدّه المؤيّد بالله لخمس مائة رجل. ومن شعره # قوله:

  تهذّب أخلاق الرجال حوادث ... كما أن عين السبك يخلصه السبك

  وما أنا بالواني إذا الدهر أمّني ... ومن ذا من الأيّام ويحك ينفكّ

  بلاني حينا بعد حين بلوته ... فلم ألف رعديدا ينهنهه السّهك

  وحنكني كيما يقود أزمّتي ... فطحطحته⁣(⁣٥) حنكا وما عقّني الحنك

  ليعلم هذا الدهر في كل حالة ... بأني فتى المضمار أصبح يحتكّ

  نماني آباء كرام أعزة ... مراتبها أني يحيط بها الدرك

  فما مدرك تالله يبلغ شأوهم ... وإن يك سباقا فغايته الترك

  فلا برقهم يا صاح إن شمت خلّب ... ولا رفدهم وكس ولا وعدهم إفك

  بهم زهت الأعراب في كل مشهد ... سكون ولخم ثم كندة أو عكّ


(١) سيرة الإمام المؤيد بالله ٩.

(٢) المزراق: البعير يؤخر حمله إلى مؤخر. القاموس ص ١١٤٩.

(٣) الجوشن: الصدر والدرع. القاموس ص ١٥٣١.

(٤) سيرة الإمام المؤيد ٨، والشافي في ١/ ٣٣٢.

(٥) طحطح: كسر وفرق وبدد إهلاكا. القاموس ص ٢٩٦.