ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:
  وقال # يمدح الصاحب الكافي:
  سقى عهدها صوب من المزن هاطل ... تحيّى بها تلك الرّبا والمنازل
  منازل نجم الوصل فيهن طالع ... يضيء ونجم الهجر فيهنّ آفل
  ومرتبع للّهو بين ربوعها ... مسارحه مأنوسة والمناهل
  رياض حكت أبراد صنعاء رقمها ... غداة حباها الوشي طلّ ووابل
  وكل سحاب شافه الأرض قربه ... كأن التماع البرق فيه مشاعل
  سحبنا عطاف اللّهو في عرصاتها ... وعنّ لنا فيها غزال مغازل
  وطابت بها الأيام إذ سمحت لنا ... بما سمحت والدهر عنهن غافل
  وكان شبابي عاذلا لعواذلي ... وليس لها في أن تعاتب طائل
  نعمنا بها لم نعرف البؤس والأسى ... فلا الجهل منتاب ولا الوصل راحل
  كأني أغرى بالصبابة كلما ... وشى بيننا الواشي ولجّ العواذل
  ليالي عين الوصل فيها قريرة ... كما أن دمع الهجر أخرق هامل
  وإذ لممي للغانيات صوائد ... ولي حول ربّات الحجال حبائل
  أجرّ ردائي صبوة وصبابة ... هما شيم أرضى بها وشمائل
  إلى أن بدا للشيب بين مفارقي ... أساطير لم تنهض لهن أنامل
  فللأنس عني حيث كنت تنكب ... وللهمّ حولي حيث سرت قنابل
  أتانا الربيع الغض في ثوب عفة ... فجاء به أنس من الغي حائل
  إذا حاول الضّلّال إسعاف أهله ... فمن دون ما يبغي من الصوم خامل
  كذا من يسوس الصاحب القرم أمره ... تتم له النعماء وتزكوا الفضائل
  ولما انتحى النيروز(١) خدمة بابه ... تنسك حتى ليس ينحوه باطل
(١) النيروز: أول يوم من السنة الفارسية. القاموس ص ٦٧٧.