الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 135 - الجزء 2

  غدا سيفه الظمآن⁣(⁣١) لله مصلتا ... على منكب الجوزاء منه الحمائل

  وفصل خطاب لم تنله الأوائل ... إذا عنّ لم تشمخ بسحبان وائل

  تبلّج عنه غرة الدين والهدى ... وشخص الردى من وقعه متضائل

  دعا دعوة لله جرّد سيفها ... فللكفر منها حيث شاء زلازل

  ولما شكت أرض الجبال خطوبها ... ولاذت به حين اعترتها الغوائل

  وأذرت دموعا مثل نائله الذي ... يفيض وهل تغني الدموع الهوامل

  دعا نحوها عزما كبا البرق دونه ... وكلّ لديه السيف والسيف فاصل

  فشق ظلام الظلم عن وجه أهلها ... ولم يبق فيها عن سنا العدل عاذل

  وأوضح فيها للنجاة دلائلا ... وقد غمرت تلك النهى والدلائل

  ومن قبل ما حكّمت في كل مارق ... أقام مقام الروح منه المناصل

  صوارم واصلن الطّلى فألفنها ... وإنّ قضايا المرهفات فواصل

  وشردت من ألفت سيوفك منهم ... ومن دون ما لاقوه تطوى المراحل

  وليس لهم إلا السيوف منازل ... وليس لهم إلا الحتوف رواحل

  ألا أيّ هذا الصاحب الماجد الذي ... أنامله العليا غيوث هواطل

  أنامل لو كانت تشير إلى الصّفا ... تفجّر للعافين منها جداول

  وأغنيت حتى ليس في الأرض معدم ... وأعطيت حتى ليس في الأرض آمل

  وكم لك في أبناء أحمد من يد ... لها معلم يوم القيامة ماثل

  إليك عقيد المجد سارت ركابهم ... وليس لهم إلا علاك وسائل

  فأعطيتهم حتى لقد سئموا اللّهى ... وعاد من العذال من هو سائل

  وأسعدتهم والنحس لولاك ناجم ... وأعززتهم والذل لولاك شامل

  فكل زمان لم تزيّنه عاطل ... وكل مديح غير مدحك باطل


(١) في (أ): في الله.