ذكر بيعته # ونبذ من سيرته ومبلغ عمره وموضع قبره #
  الأيام لم يبرز للناس إلا وقت الظهيرة، وكان يكتب وصاياه في كتاب وصيته، ثم برز إلى الناس وخرج نحو هوسم بعسكره، فما شعر شوزيل إلا بعد مجاوزته كساكجان فاستقبله شوزيل بعساكره، وأخذوا في الحرب وانفرجوا، وقد غلبهم المؤيّد بالله وقهرهم وانهزم شوزيل إلى جيلان، واستولى المؤيّد بالله على هوسم وبقي بها سنة واحدة، ثم قصده شوزيل من جيلان وحاربه بباب هوسم، وانحاز عسكر المؤيّد باللّه وقتل منهم ثمانون مسلما، لا يرى التولي من العدو مع عدة من الفساق، وأسر المؤيّد بالله وحمله إلى قرية في داخل جيلان تدعى كيجلوم، فبقي في حبسه أياما والمسلمون يسألونه إطلاقه، فيأبى وقال: إنّه قتل خازني وضاع بسبب تلفه خمسة وعشرون ألف درهم، حتى جاء المسمى دانكين التجني وضمن هذا المال فخلى سبيله وأفرج عنه وأطلقه، ورجع المؤيّد بالله إلى برفجان وأقام بها، وأدى دانكين من مال الضمان عشرين ألف درهم وأدى المؤيد بالله ثلاثة آلاف درهم وترك شوزيل ألفين، ثم عاد المؤيّد بالله إلى الري، ثم امتد إلى آمل وأقام حتى وردت عليه الأعلام من وجوه الجيل والديلم ببذل النصرة له بأموالهم وأنفسهم، فتقدم # حتى دخل برفجان، فسارع الناس إلى إجابته ولم يتخلف عنه من له خطر، فانبعث # نحو هوسم وأبو زيد الثائري أمير عليها وشوزيل كان بطبرستان، وبلغت عدة عسكره # سبعة آلاف رجل، فلما أحس أبو زيد الثائري بإقبال المؤيّد ترك هوسم وانزوى إلى موضع يقال له: كلوا فتبعه المؤيّد بالله فحاربه وهزمه من هناك، فمضى أبو زيد إلى ملك الديلم، وقتل من عسكره مقتلة عظيمة، وأخذ من أسلحتهم إلى حدود ثلاثة آلاف ترس، ثم رجع المؤيّد بالله # إلى هوسم وأقام بها سنتين، ثم عاد الأمير أبو زيد من ديلمان وأظهر التوبة والنسك، ثم تساير القوم إلى الأمير أبي زيد وقالوا له: إن أبا الحسين الهاروني ليس بناصري، وإنه قاصر اليد عن عطائنا، وحملوه على