الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ونبذ من سيرته ومبلغ عمره وموضع قبره #

صفحة 138 - الجزء 2

  مخالفته واجتمعوا حتى أحوج المؤيّد بالله إلى مفارقة هوسم والرجوع إلى جيلان فلما قدم جيلان، أقبل إليه شير أسفار بخيله ورجاله وعاونه ورده إلى هوسم، فبقي فيها مقدار شهرين، ثم تقوى الأمير أبو زيد الثائري وآل الأمر إلى أن التجأ المؤيّد إلى جيلان وأقام ببرفجان عند المكنى بأبي شجاع، ثم أنفق أبو زيد الأموال الجمة على أهل جيلان حتى اغترّ بماله شير أسفار وخالف المؤيّد بالله، وخالفه القوم أجمع حتى خالفه أبو شجاع أيضا، وأخذ أربعين ألف درهم واعتذر بأنه خشي أن لا يتم أمره ويحوج إلى الهرب، ويفوتني المال، فأحوج المؤيّد بالله إلى مفارقة جيلان وامتد إلى الري وأنشد:

  فررت من العداة إلى العدات ... وكنت عددتهم زمر الثقات

  لقد خابت ظنوني عند قوم ... يرون محاسني من سيئاتي

  يهيجون الغواة عليّ هيجا ... وهم شرّ لديّ من الغوات

  وبقي الأمير أبو زيد بهوسم إلى أن خرج عليه أبو الفضل الناصري وحاربه وهزمه، وأقام بهوسم أربعة أشهر، وخرج الأمير أبو زيد إلى الري وتقرب إلى المؤيّد بالله وأظهر التوبة واعتذر إليه وصالحه، وواعده أنه إن عاود هوسم أعانه على محاربة صاحب طبرستان، ثم رجع الأمير أبو زيد إلى هوسم وملكها أياما.

  ثم إن أبا الفضل بن الناصر جمع عسكرا وقصد هوسم، وهزم الأمير أبو زيد والتجأ إلى جبل حصين فتبعه أبو الفضل وحاربه وقتله، ثم ملك أبو الفضل بعد ذلك هوسم أربعة أشهر، ثم إن آل الثائر بعثوا رسولا إلى المؤيّد وقالوا: إن قتل أبو زيد فنحن نعينك على مرادك فالحق بنا، فأقبل المؤيّد بالله إلى ديلمان، وصالح الاسفندارية - وهم ملوك بعض جبال الديلم - على أن ينهض بهم إلى قابوس، وسلّمت له قلعة وارفويه وبقي على ذلك سنتين⁣(⁣١) إلى أن سار نحو آمل، وصحبه


(١) في (أ) سنين، وسيرة الإمام المؤيد.