الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ونبذ من سيرته ومبلغ عمره وموضع قبره #

صفحة 139 - الجزء 2

  الكيّا أبو الفضل صاحب هوسم مع الكبار الأمراء من الجيل والديلم، وصحبه الاسفندار المكنّى بأبي جعفر، وولده التابع للمؤيّد المسمى: خسرو شاه بن أبي جعفر صاحب الرويان، وصحبه جميع أصحاب الأطراف من ولاة الكلار والديلمان سهلها وجبلها، فدنا من أهلم، ونزل في الساحل ووطن عساكر آمل على الهزيمة، وكان الوالي بها من جهة الأمير قابوس أبو جعفر محمد بن الحسين الناصر، وكان فيها من الأمراء جفتي بن باي والعباس السالمي والأصفهبذ بن أسفاوجين في آخرين.

  فخرج المؤيّد بالله # من أهلم إلى باب آمل وكان الرأي أن ينزل بباب آمل ولا يحارب مع تعب رجالته، فاستعجل وبادر المحاربة، وانهزم الأكراد الأعراب من عسكر آمل، وتفرق الجيل والديلم وأحسوا بالظفر حتى إن الشيعة استقبلوا الإمام ينثرون ويستبشرون وكانوا كالواثقين بالظفر، وكان قائد من قواد المؤيّد بالله يسمى ريشكا من كبار شجعان الجيل دخل محلة تنجمادة⁣(⁣١) من أول البلد، فأصاب قلنسوته وبيضته التي كانت على رأسه طرف صفائح منصوبة لكف المطر تدعى بالطبرية: كاولي، فنزلت البيضة عن رأسه فانتهز الفرصة جيلي من البغاة فرمى موضع الانكشاف بمزراق، فأصاب أصل أذنه فسقط عن دابته ورفع جثته أصحاب الناصر أبي جعفر فكفنه تكفينا حسنا ورد جثته⁣(⁣٢) إلى جيلان تقربا إلى الجيل، فآل الأمر إلى أن انهزم عسكر المؤيّد بالله ونقضوا أتراسهم، وكان السبب في ذلك على ما يقال إنه # كان نهى عسكره⁣(⁣٣) أن يرموا أهل البلد وأن يضربوهم وأن يشعلوا النّار في دورهم، فلما عرف أبو جعفر الناصر أنه أمن الطبرية، وعرف أن التعصب غالب عليهم، وأنهم لا يعدّون كثرة، وكانوا نظاره


(١) في (أ): تنجادة.

(٢) في (أ): تابوته.

(٣) في (أ) وسيرة الإمام الهادي بزيادة: من.