الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

صفة إسلامه # وزواجه بفاطمة &:

صفحة 38 - الجزء 1

  ولكن الله تبارك وتعالى زوّجه من فوق عرشه، وما رضيت فاطمة حتى رضي الله رب العالمين، يا أم أيمن لمّا زوّج الله تبارك وتعالى فاطمة من عليّ، أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش، وفيهم جبريل وميكائيل وإسرافيل فأحدقوا بالعرش، وأمر الحور العين أن تتزين، وأمر الجنان أن تزخرف، فكان الخاطب الله تبارك وتعالى، والشهود الملائكة، ثم أمر الله شجرة طوبى أن تنثر عليهم فنثرت اللؤلؤ الرطب مع الدرّ الأخضر مع الياقوت الأحمر مع الدر الأبيض، فتبادرت الحور العين يلتقطن من الحلي والحلل ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد @(⁣١).

  وروينا بالإسناد الموثوق به إلى جابر بن عبد الله ¥ قال: لما زوّج رسول الله ÷ فاطمة من علي @، أتاه ناس من قريش فقالوا: إنك زوّجت عليا بمهر خسيس! فقال: ما أنا زوّجت عليا ولكن الله زوّجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى، أوحى الله ø إلى سدرة المنتهى أن انثرى ما عليك، فنثرت الدر والجوهر والمرجان، فابتدرت الحور العين فالتقطنة فهنّ يتهادينه ويتفاخرن، ويقلن: هذا نثار فاطمة بنت محمد @. فلمّا كانت ليلة الزفاف أتى النبي ÷ ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: اركبي وأمر سلمان أن يقودها والنبي ÷ يسوقها، فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي ÷ وجبة فإذا هو بجبريل صلى الله عليه في سبعين ألفا وميكائيل # في سبعين ألفا، فقال النبي ÷: ما أهبطكم إلى الأرض؟ قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب، فكبّر جبريل، وكبر ميكائيل، وكبرت الملائكة، وكبر محمد ÷ فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة⁣(⁣٢).


(١) مناقب المغازلي ٢٧٨.

(٢) مناقب المغازلي ٢٨٠، وذخائر العقبى ٣٢.