ذكر بيعته # ونبذ من سيرته ومبلغ عمره وموضع قبره #
  والعسل وجملة من خبز الأرز، فأمر بتقديمها إلى الجياع، وقدم إلى نفسه رغيفا واحدا وتناول نصفه، وقام إلى الصلاة حتى أصبح ولحق به المنهزمون أفواجا، وقبض أبو جعفر الناصر زهاء ثلاثين رجلا وجعلهم في أقفاص من صفائح وأصدر بهم نحو جرجان إلى قابوس فقتلوا هناك، وكان قتل ثمانية عشر رجلا من الثابتين، فمضى أبو شجاع الفارسي البزاز والد الشيخ أبي طالب - وكان من أعيان الشيعة - إلى الشيخ أبي عبد الله الخياطي واستفتاه في(١) هؤلاء القتلى فقال: يدفنون بثيابهم فإنهم شهداء، وذلك السيد إمام الزمان بعد الناصر للحق #. فخرج الناصر في سنة ثلاث مائة مستوى، وهذا إنما ظهر في سنة أربعمائة مستوى وفي كل مائة عام يخرج إمام صالح لهذا الأمر من آل محمد ÷ فقال: كنت أعلم هذا لكني سألتك لرفع الخلاف وحذرا من العامة، فإنهم يقبلون منك، وخرج ودفنهم بثيابهم في طريق الليكاني، تعرف قبورهم بقبور الشهداء، استوهب تلك البقعة من صاحبها فوهبها. ولما بلغ المؤيّد بالله إلى ناحية كجوا أخذ خسرو شاه بن الاسفندار في مخالفة المؤيد بالله، وأصعد رجالة إلى هضبة هناك حول الصحراء، وحصل عسكر المؤيّد بالله دونهم كأنهم في حلقة وحصار وليس فيهم صاحب ترس وسلاح، ورفع القوم رايتهم وأخذوا يطلبون القتال ويظهرون العداوة، فاشتغل قلب المؤيّد بالله وقال: انظروا إلى هؤلاء الظلمة وإلى أفعالهم لا يمكن السكون إليهم، ولا الاعتماد عليهم وعلى مواثيقهم، فبعثوا نحوه رسولا وطلبوا المواثيق والرهائن على أن لا يحاربهم قط وأن يسلّم قلعة وارفويه منهم، فسلم ابنه أبا القاسم منهم على أن يردّوه إليه متى سلم القلعة منهم، وشرط عليهم أن لا يحبسوا عندهم غير ابنه أبي القاسم، ثم إنهم نقضوا العهد وحبسوا مع السيد أبي القاسم جماعة، فخرج المؤيد بالله مع
(١) في (آ) وسيرة الإمام المؤيد بزيادة: معنى.