الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ونبذ من سيرته ومبلغ عمره وموضع قبره #

صفحة 143 - الجزء 2

  ألفي دينار، وجرى على ذلك أياما حتى ظلم إسفندار أهل كلار ونواحيها فقدم أهل إيواز⁣(⁣١) ومن قدام شالوس على المؤيّد بالله والتمسوا منه الانتهاء إليهم ليعينوه، فلم يجب واعتل بأنه لا يثق بوفائهم ولا يحصل على فائدة، وينقطع عنه مال الصلح الذي يبعثه إليه منوجهر فخرجوا، ثم عادوا ثانيا وثالثا حتى أقبل الصيف، فقام إلى المؤيّد بالله عامة أولياء الإسفندار وأكابرهم كأبي القاسم اللؤلؤي وأبي جعفر وسائر أهل كلار وسائر أهل النواحي وأكدوا الأمر، فرضي وقصد نحو كلار، فورد عليه عسكر منوجهر من طبرستان، فقال المؤيّد بالله لابنه الأمير أبي القاسم: تأهب للقتال، فذهب وتأمل القوم وانصرف، وقال: لا طاقة لنا بهؤلاء القوم فإنهم كالبحر الأخضر، فجد المؤيّد بالله في الأمر وقال: لا بد من القتال، فعاد الأمير أبو القاسم إلى موضع يدعى دشتنزير ووقع على القوم مغافصة فانهزموا وأسر جماعة من الأمراء والقواد ونخب العسكر، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وغنموا من أموالهم وأسلحتهم شيئا عظيما، وجعل أصحاب المؤيّد بالله يقولون: يوم بيوم، يعنون: إنّا إن رجعنا في أيام قابوس من باب آمل فقد رجعتم من باب كلار على أسوإ حال.

  ثم إن المؤيّد بالله كاتب منوجهر بعد ذلك بكتاب حسن مشحونا بحجج وآيات وأخبار وأمثال، فصالحوه على بذل ألفي دينار في كل سنة، ثم حدث من بعد فتنة طبرستان وتعصب النواصب على الأشراف والشيعة، وكان ينصر عامة أهل طبرستان ابن سيف الدينوري ويعضدهم، وكان واليا على آمل من يد منوجهر، واشتد ذلك حتى قدم الشيخ أبو القاسم البستي آمل من الري وأظهر التعصب للشيعة في مجالس التذكير، وسئل يوم الغدير عن الفضل بين عليّ وأبي


(١) في الأصل: إيوان.