الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ونبذ من سيرته ومبلغ عمره وموضع قبره #

صفحة 145 - الجزء 2

  وامتدوا إلى باب المؤيّد بالله يلزمونه التقدم إلى آمل للانتقام والانتصاف. فأظهر المؤيّد بالله الضعف والعجز عن النهوض بنفسه، وقال: لا أجد لهذا الأمر في الحال غير السيد الثائر في الله أبي الفضل صاحب هوسم، فلما أمره بذلك أبى وامتنع وتقرب إلى منوجهر وأخذ منه المال، فهاج عليه الجيل وهموا بالقبض عليه وأحرقوا داره بهوسم وألجئ إلى الهرب، فلما أيس منه، كاتب أبا جعفر الناصر المقيم بالري، وأرسل إليه أبا الحسن الآبسكوني، وخاطبه بالسيد الفاضل، فلما قرأ الكتاب، قال: هذا لطفه عند الاستدعاء فكيف لطفه إذا حصلت عنده؟ وامتنع من إجابته. وأنفق منوجهر عشرين ألف دينار بهذا السبب وأعاد عمارة المشهد، وأنفق عليه حدود ألف وسبعمائة دينار، وقبض الإسفهسلار - المعروف بالحاجب الكبير أسفاوجين بن أصفهان - على المعروف بالصفاري، فأمر منوجهر وأصدره إلى أسترآباذ⁣(⁣١) وحبس في قلعة تكريت، وبقي فيها زهاء عشر سنين حتى هلك منوجهر، فتقرب أبو كالجار إلى الطبرية وأطلقه ورده إلى آمل وكان في الكرة الثانية شرا منه في الأولى، ولا زال يتعصب ويتعرض للأشراف والشيعة إلى أن هلك أبو كالجار، فأنهض شرف المعالي إلى آمل للسياسة للأمير ورده أنشا بن أسفرستان الزياري⁣(⁣٢)، فساس أهل طبرستان سياسة منكرة وقتل من المفسدين عدة وقتل الصفاري، فلما أعاد منوجهر عمارة المشهد⁣(⁣٣) وأرشا كبار جيلان سكنت ثائرة الجيل ولم يمكنهم قصد طبرستان، وانصرفوا من وركروذ، وكان أبو الفضل انحاز إلى كرجيان، فلما انصرف الجيل بلغه أن المؤيّد بالله كان ضمن لهم ألفي دينار فلم يدفع، وقيل: بسبب أن ناصرية الجيل قالوا: إن هذا العز يعود إلى المؤيّد


(١) في الأصل: استراياد.

(٢) في (أ): وردان شاه بن أسفرستان الزياري.

(٣) في (أ): المسجد.