ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:
  المرسلين، وصفوة الله في جميع العالمين، إحسانا من الله إليّ، وتفضّلا منه عليّ. فقال له النبي ÷: «لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون بعدي(١)، لقد جعل الله ø نسل كل نبي من صلبه، وجعل نسلي من صلبك يا علي، فأنت أعز الخلق وأكرمهم علي وأعزهم عندي، ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمتي»(٢).
  وروينا عن عبد الله قال: مرض رسول الله ÷ مرضة، فغدا إليه علي ابن أبي طالب # في الغلس، وكان لا يحب أن يسبقه أحد، فإذا هو بصحن الدار، ورأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: السلام عليك. قال:
  وعليك السلام ورحمة الله، أما أني أحبّك ولك عندي مديحة أزفها إليك قال:
  قل، قال: أنت أمير المؤمنين، وأنت قائد الغر المحجلين، وأنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك، تزف أنت وشيعتك إلى الجنان زفا زفا، أفلح من تولاك وخاب وخسر من تخلاك، بحبّ محمد أحبّوك، وببغضك لم تنلهم شفاعة محمد، ادن إلى صفوة الله أخيك وابن عمك فأنت أحق الناس به قال: فدنا علي بن أبي طالب # فأخذ برأس رسول الله أخذا رفيقا وصيّره في حجره فانتبه رسول الله ÷ فقال: «يا علي ما هذه الهمهمة؟ فأخبره علي # الحديث، فقال رسول الله ÷: «لم يكن ذلك دحية بن خليفة، كان ذلك جبريل # سمّاك بأسماء سمّاك الله بها، وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين، وهيبتك في صدور الكافرين، ولك يا علي عند الله أضعاف كثيرة».
  وروينا عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول اللّه ÷ طائر فوضعه بين يديه، فقال: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، قال:
  فجاء علي بن أبي طالب فدق الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أنا علي، فقلت:
(١) مناقب المغازلي ١٠٩.
(٢) أخرجه ابن المغازلي ٢١٥ بلفظه، والكفاية للكنجي ٢٦٤.