ذكر نكت من كلامه #:
  ÷، بل كان الجميع بين راض شامت، ومنكر ساكت، فعند ذلك شربوا الخمور وأعلنوا الفجور، ورفعوا حشمة الإسلام ولعبوا بالأحكام، واتسعت المظالم وظهرت المآثم، حتى لم يبق من الدين إلا اسمه، ولا من الإسلام إلا رسمه.
  ثم قام بعده الإمام الزكي والحبر الرضي زيد بن عليّ صلّى اللّه عليه في عصبة قليلة شروا أنفسهم في سبيل الله، وسارعوا إلى الغفران، وتبادروا إلى الجنان، فعطفت عليهم الأشقياء من بني أمية سالكين بهم سبيلهم في جده فقتلوه وصلبوه وأحرقوه، ثم ألحقوا به الطاهر المطهر ابنه يحيى، فيا لبني أمية الويل والثبور، ويا لهم السعير المسجور، غرّتهم زهرة الدنيا فمالوا إليها، ورغبوا عن الآخرة فأعرضوا عنها {أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}[هود: ١٦] {حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}[الأنعام: ٤٤ - ٤٥].
  ثم جاء بنو العباس معلنين شعارنا، طالبين بزعمهم ثأرنا بادعائهم جدّهم العباس وابنه عبد الله في متابعة(١) أمير المؤمنين، وإظهار طاعته وإيثار ولايته، إذ لم يزل العباس يخطب بمتابعته السعادة، وعبد الله يطلب في الجهاد بين يديه الشهادة، فلما اتسعت(٢) أحوالهم بنا، واستوسقت أسبابهم باسمنا بغوا وطغوا، (وآثروا الحياة الدنيا، واقتفوا آثار الأكاسرة، وسلكوا منهاج الفراعنة الجبابرة، وجاهروا الله تعالى بكبائر الفسوق)(٣) ورفلوا في أثواب المروق، وجردوا علينا أسياف العقوق، وسنّ مخذولهم الملقب بالمنصور في أهل بيت النبي ÷ القتل الذريع، والحبس الفظيع، والأمر الشنيع، وأراق يوم الثنية دم محمد بن
(١) في (أ) بمبايعة.
(٢) في (أ) اتسقت.
(٣) ما بين القوسين أكمل من روضة الحجوري كما في أخبار أئمة الزيدية.