الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر نكت من كلامه #:

صفحة 162 - الجزء 2

  هُمُ الْمُعْتَدُونَ}⁣[التوبة: ١٠] {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}⁣[النساء: ١٠] ووجدت الفواحش قد أقيمت أسواقها وأديم نفاقها، لا خوف الله يزع، ولا حياء الناس يمنع، بل يتفاخرون بالمعاصي، ويتنابزون ويتباهون بالإثم، قد نسوا الحساب، وأعرضوا عن ذكر المآب والعقاب، فلم أجد لنفسي عذرا إن قعدت ملتزما أحكامهم، متوسطا أيامهم، أونسهم ويؤنسونني، وأسالمهم ويسالمونني، فخرجت ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين.

  أيها الناس أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه والرضا من آل محمد ومجاهدة الظالمين ومنابذة الفاسقين، وإني كأحدكم لي مالكم وعليّ ما عليكم إلا ما خصني الله به من ولاية الأمر {يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ}⁣[الأحقاف: ٣١]، {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ}⁣[الشورى: ٤٧]، {وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ} ومعصية الرسول [المائدة: ٢].

  أيها الناس سارعوا إلى بيعتي، وبادروا إلى نصرتي، وازحفوا زحفا إلى دار هجرتي، {انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}⁣[التوبة: ٤١]، ولا تركنوا إلى هذه الدنيا وبهجتها، فإنها ظل زائل وسحاب حائل، ينقضي نعيمها ويظعن مقيمها، والآخرة خير وأبقى أفلا تعقلون، {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ}⁣[العنكبوت: ٦٤]، {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا