الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر نكت من كلامه #:

صفحة 164 - الجزء 2

  الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار يوم الآزفة، فأقول: ألم تسمع قول جدي رسول الله ÷: «من سمع داعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبّه الله على منخريه في النّار» ألا فاسمعوا وأطيعوا {انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}⁣[التوبة: ٤١] {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ} الآية [التوبة: ٢٤] فلتتفق كلمتكم وليجتمع شملكم {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}⁣[الأنفال: ٤٦].

  ألا وقد سلكت سبيل من مضى من آبائي الأخيار، وسلفي النجباء الأبرار في منابذة الظالمين، ومجاهدة الفاسقين مبتغيا به مرضات رب العالمين، فاسلكوا أيها الإخوان سبيل أتباعهم الصالحين، وأشياعهم البررة الخاشعين في المعاونة والمظاهرة والمكاثفة والمؤازرة، وتبادروا رجالا وسارعوا إليّ أرسالا، وإياكم والجنوح إلى الراحة طالبين لها وجوه العلل، مغترين بما فسح الله لكم من المهل، وعن قليل يحقّ الحقّ ويبطل الباطل، ويعاين كل امرئ ما اكتسب، ويجازى كل بما اجترم {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}⁣[النور: ٢٥]، {فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ}⁣[غافر: ٤٤].

  تمت الدعوة بحمد الله تعالى وحده وصلواته على محمد وعلى آل محمد.