[دعوته]
  شائعة البركة على جميع المسلمين آمين رب العالمين.
  وذكر أنه بعث بها من ناعط، وهو قريب من مدينة ريدة من أرض البون، وقريب بالغيل من صعدة في آخر جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وهي دعوة شريفة جمع فيها # من جواهر العلم الشفافة، ودرره النفيسة ما يشهد ببراعته ويكشف عن شريف بلاغته، وقد رأينا إثباتها بكمالها لما تضمنته من المواعظ الشافية، والحكم البليغة الكافية، وهي هذه:
  ﷽ الحمد لله وحده، وصلواته على عباده الذين اصطفى(١)، الحمد لله العزيز الغفار، الواحد القهار، الملك الجبار، خالق البحر الزخار، والسحاب المدرار، والنجم النوار، والقمر السيّار، والفلك الدوّار، {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ ٩ سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ}[٩ - ١٠: الرعد] لا تكنهه البصائر ولا تدركه الأبصار، ولا تحيط به الضمائر والأفكار، ولا يغيره كر الدهور والأعصار، ولا يتخرّمه مرّ الليل والنّهار.
  نحمده على كل نافع وضار ومحزن وسار، ونشهد أن لا إله إلا الله (وحده لا شريك له)(٢) شهادة إخلاص وإقرار، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله المختار، ونبيه الكريم النجار، التقي النضار، معدن الافتخار، وزين الوقار، والمنتخب من ولد قصي وآل نزار صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار الطاهرين الأبرار، الذين هم في العالم أعلام الهدايات، وفي ظلم الشبهات مصابيح الدلالات وسلم تسليما.
(١) في (أ) ساقط قوله: الحمد لله وحده وصلواته على عباده الذين اصطفى.
(٢) ساقط في الأصل.