الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

[دعوته]

صفحة 183 - الجزء 2

  لا يجوز أن يتولاها غير الطاهرين المهذبين، فيولي عليهم الشريف العفيف، ويؤمر أن يقيم الصلاة لأوقاتها المعلومة، وأحيانها المحدودة، وأن لا يخدجها ولا ينقصها إذا كان به يأتمّ من خلفه، وصلاة جميعهم معقودة بصلاته وفي عنقه ولازمة له، وأن يكون دخوله فيها بإخبات ودعة، وهدى واستكانة، وخشوع وخضوع، فإن الموقف العظيم والمقام الكريم بين يدي الرب الرحيم.

  ويجب أن يرتل قرآنه إذا قرأ، وأن يسمع خطبته إذا خطب، وأن يضع كل كلام في موضعه، وكل قول في الموضع الأليق به.

  ويجب عليه العناية بمرمّة المساجد، وإصلاح مصابيحها وقناديلها، ومياضيها ومستحماتها، وترتيب المصلين والمؤذنين فيها، ويعول من تطوع منهم، وإزاحة علة من دنت حالته من بيت مال المسلمين، لأن يتوفر على حفظ المواقيت، لئلا يقع فيها تفريط ولا تقصير.

  ويجب عليه أن يكفل اليتامى والمفلسين ويجري عليهم الجرايات بحسب الكفاف وعلى معلمهم، ليتوفروا على تعليم كتاب الله تعالى والمعرفة بالحلال والحرام والقضايا والأحكام دون الكتاب والحساب، فإن ذلك من مصالح الدنيا، كذلك يعني بتطهيرهم بالختان، وكسوتهم عند ذلك، لئلا تنكسر نفوسهم، ثم تزويج اليتيمة ليتيم على فرائض الله تعالى وخيرهما وسترهما والزكاة عروة من عرى الدين، وفرضها لازم لجميع المسلمين، وكذلك الصدقة فلا يجبيهما⁣(⁣١) إلا إلى من صحت إمامته، وارتضيت ديانته، وحسنت سيرته، وبليت سريرته ليؤمر بجبايتها بلا رهق ولا عسف ولا تحامل ولا جنف⁣(⁣٢) ويجعل للعمال عليها كفافا يغنيهم إلا أن يكون الناظر فيها من نصاب هاشم بن عبد مناف، والحسبة


(١) في (أ) يلجيهما إلا لمن صحت أمانته.

(٢) في (أ) ولا حيف. الميل. القاموس ١٠٣١، والمختار ١١٣.