الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي #
  الشهير الذي بلغ السماء وناطح الجوزاء، واتضح وضوح الشمس في الأبراج، وأنار إنارة القمر الوهّاج، والعلم بالكتاب والسنة، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والتأويل والتنزيل، والتحريم والتحليل، والنظر في الكلام والفقه والفرائض واللغة والنحو، والتصريف والبلاغة والخطابة والشعر، والنشأة على الطهارة من لدن الرضاعة إلى هذه الغاية، من غير جاهلية سلفت ولا جريرة سبقت، والسماحة في حالتي السراء والضراء والبؤس والنعيم، والإقدام عند مزلة الأقدام، والشجاعة التي لا ترام، بذلك شهد الحجاز والعراقان والشام ومصر وطبرستان، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون، {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف: ١٠٨]. وهو # القائل(١):
  آلا يا لهمدان بن زيد تعاونوا ... على نصرنا فالدين سرب مضيّع
  ونادوا بكيلا ثم وادعه التي ... لها المشهد المشهور ساعة تجمع
  ولا بدّ من يوم يكون قتامه(٢) ... بوقع القنا والمشرفية أدرع
  سينقاد لي من كان بالأمس عاصيا ... ويقرب مني النازح المتمنّع
  أنا الناصر المنصور والملك الذي ... تراه طوال الدهر لا يتضعضع
  سنملأ دنيانا من العدل بعد ما ... مضت حقبا بالظلم والجور شرّع
  قام #(٣) في أرض اليمن بعد وصوله من ناحية الديلم، وكان قيامه في سني الثلاثين وأربعمائة، وانتشر ذكره وعلا أمره، وملك صعدة والظاهر واختط ظفار وهو حصن الإمام المنصور بالله حماه الله تعالى وحرسه، وحارب الصليحي في بلاد مذحج، وقتل من خولان بمجن مقتلة عظيمة، وله حروب على أثافت من قبل الصليحي سجال له وعليه، ولم يزل شجى في حلوق الباطنية
(١) الشافي ١/ ٣٣٨.
(٢) في (أ) قيامه.
(٣) التحف شرح الزلف ٢١٨، وكتاب الشافي ٣٣٩.