الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

الإمام أبو الرضى الكيسمي الحسيني #

صفحة 202 - الجزء 2

  من جدار حتى توكأ ذباب المزراق بالجدار، فلجّ به الفرس حتى تفقأت العين، ونجا الإمام وأصحابه ولم يمسسهم سوء، وابتغوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم.

  وكان رضوان الله عليه يعتاد العبادة والقيام بها إذا صرخ الدّيك إلى الصبح، فصرخ الديك ذات ليلة قبل وقته المعتاد، فتأذّى بشغل القلب قبل علمه بالوقت، فنهض وتفحص الوقت فوجد الوقت قبل العادة، فعاود النوم ودعا على الديك بانشقاق الكبد، فلما أصبحوا وجدوا الديك ميتا وعرفوا أنه من دعاء الإمام فشقوا بطنه فوجدوا كبد الديك منشقة.

  وكان # متشددا جدّا في الإنكار على المناكير، حتى بلغه أن ولدا من أولاده شرب الخمر، فلما سمع ذلك قال: حرمه الله جميع ما ينبت على وجه الأرض، فلم يلبث الولد أن عبر قنطرة فزال قدماه فغرق في الوادي، فنودي على الإمام بالملام، فقال: إليكم عني، قال القائل ما قال، وسمع السامع ما سمع.

  وقتل واحد في أيامه رجلا كان المسلمون يتأذون به وكان الرجل مليا عدليا، فسأله القاتل عن وجوب الدية عليه، فقال - يخاطب غيره ويشير إلى القاتل: هذا الرجل قد غزا فجزاه الله خير الجزاء.

  ولم يعش بعد الهادي # إلا قليلا، ثم قبضه الله تعالى إلى رحمته في بلدة كيسم، ومشهده هناك معروف مزور⁣(⁣١).


(١) انظر أخبار أئمة الزيدية نقلا عن كتاب جلاء الأبصار ١٥١ - ١٥٢ والتحف ٢٢٤.